كتبت بوسي عواد
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في أعمال القمة الاستثنائية لتجمع “البريكس”، التي انعقدت بدعوة من جمهورية البرازيل الاتحادية، لمناقشة المستجدات الدولية الراهنة، وتبادل الرؤى بشأن القضايا العالمية الملحة، مع التركيز على التحديات التي تواجه الدول النامية.
وفي كلمته، توجه الرئيس السيسي بالشكر إلى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا على دعوته لعقد القمة في توقيت دقيق يشهد أزمات دولية متصاعدة، مؤكداً أن العالم بات يعاني من “ازدواجية فاضحة في المعايير” و”انتهاك سافر للقانون الدولي”، الأمر الذي أدى إلى تراجع الثقة في المنظومة الأممية، ولاسيما مجلس الأمن. وأشار إلى أن هذه الأوضاع زادت من الصراعات، وعمّقت الانقسامات، وأضعفت قدرة المؤسسات الدولية على أداء دورها.
وفي الشأن الاقتصادي، شدد الرئيس السيسي على خطورة تباطؤ النمو العالمي وتراجع حركة التجارة وتفاقم أعباء الديون على الدول النامية، مؤكداً أن ذلك يستوجب تعزيز التعاون بين دول البريكس. واقترح عدة أولويات للتعاون، منها:
تعميق التشاور والتنسيق بين دول التجمع.
إطلاق مشروعات مشتركة في الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.
تسوية المعاملات بالعملات المحلية لتقليل الاعتماد على العملات الصعبة.
إصلاح النظام المالي العالمي، وضمان تمثيل أفضل للدول النامية في المؤسسات الاقتصادية الدولية.
مواجهة تداعيات تغير المناخ عبر التزامات فعلية من الدول المتقدمة تجاه التمويل والدعم الفني.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد أولى الرئيس السيسي مساحة واسعة من خطابه للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن الحرب الإسرائيلية على غزة وما يصاحبها من مجاعة وانتهاكات بالضفة الغربية تمثل “وصمة عار” في جبين المجتمع الدولي. وجدد رفض مصر القاطع لأي سيناريو يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشدداً على أن ذلك ينسف حل الدولتين ويهدد الاستقرار الإقليمي.
وكشف الرئيس أن مصر وضعت خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، حظيت بدعم عربي وإسلامي ودولي، مؤكداً عزم القاهرة استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وختم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على التزام مصر الراسخ بالعمل الجماعي في إطار البريكس، من أجل عالم أكثر عدلاً وتوازناً، يضمن التنمية المستدامة والعيش الكريم لشعوب الدول الأعضاء.