كتبت بوسي عواد
في ناس بتشوف الشخص اللي “مبقاش يفرق معاه حاجة” وتظنه اتبلد، أو قلبه مات، أو بقى لا يبالي بشيء. بس الحقيقة غير كده تمامًا. الشخص دا كان زمان بيفرق معاه كل حاجة.. كلمة، نظرة، وعد، وغياب. كان بيدّي أكتر مما ياخد، وبيحس أكتر مما لازم، وبيسامح حتى وهو موجوع.
لكنه في يوم فهم الدرس اللي بيوصل متأخر دايمًا — إن مش كل الناس هتقدّر، وإن اللي بيزعل النهارده على التفصيلة الصغيرة، بكرة ممكن يضحك على نفس الموقف لأنه خلاص اتعلم.
الفرق بين زمان ودلوقتي مش في القلب، القلب هو هو، بس بقى أهدى.. بقى يعرف إمتى يدي ومين يستاهل. مبقاش بيحارب علشان يثبت مكانه في حياة حد، ولا بيستنى اللي مش جاي. اتعلم إن الهدوء مش ضعف، وإن التجاهل مش قسوة، وإن السلام النفسي أهم من أي علاقة مؤذية أو وعد كاذب.
الشخص دا مبقاش يفرق معاه حاجه لأنه خلاص شاف كل حاجة. مرّ بكل الأوجاع اللي ممكن تكسر، وخرج منها واقف. اتعلم إن الحنية مش دايمًا بتترد، وإن الطيبة لو زادت عن حدها بتوجع.
اللي كان زمان بيتأثر من كلمة، دلوقتي بيسيبها تعدي. واللي كان بيفكر طول الليل، بقى بينام مطمن لأنه خلاص سلّمها لربنا.
هو مش اتغير، هو اتعلّم.
وبين الاتنين في فرق كبير جدًا.