كتب مصطفى قطب
في تصريح شديد اللهجة يعكس تصاعد القلق الدولي إزاء تفاقم الأزمة السودانية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التعاون الكامل مع مبعوثه الخاص للسودان، في مسعى عاجل للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الصراع الدموي الذي يمزق البلاد منذ شهور.
وأكد جوتيريش، في كلمته التي بثت قناة القاهرة الإخبارية مقتطفات منها، أن الانتهاكات والهجمات المروعة التي شهدها السودان لا يمكن القبول بها أو التسامح معها، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة الدولية، في خطوة قد تمهّد لمرحلة جديدة من المساءلة والردع ضد من يعبثون بمصير الشعب السوداني.
وأوضح الأمين العام أن ما يجري في السودان تحول إلى “كابوس من العنف والفوضى”، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام المأساة الإنسانية المتفاقمة، وداعيًا إلى تحرك دولي منسق لدعم جهود الوساطة وإنقاذ العملية السياسية من الانهيار الكامل.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشتعل فيه المواجهات في عدد من الولايات السودانية، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تصاعد المعاناة الإنسانية ونزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى المناطق الحدودية، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
وحذّر جوتيريش من أن استمرار الحرب يهدد بتحول السودان إلى بؤرة جديدة للأزمات الإقليمية، مؤكدًا أن انهيار الدولة السودانية سيكون له تداعيات كارثية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع في دول الجوار.
ودعا الأمين العام الأمم المتحدة والدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية لدعم الشعب السوداني، قائلًا إن “السودانيين يستحقون السلام بعد سنوات من المعاناة، وعلى قادة البلاد أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام التاريخ”.
وتأتي رسالة جوتيريش هذه بمثابة جرس إنذار دولي جديد يسلّط الضوء على عمق الأزمة السودانية، ويعيد التأكيد على أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء النزيف المستمر ووقف الكارثة الإنسانية التي تهدد ملايين الأرواح.
المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة