المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في إنجاز غير مسبوق يعكس المكانة الدولية لمصر وريادتها في مجالات الثقافة والتعليم والتراث، اختار المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو اليوم الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا جديدًا للمنظمة، بعد حصوله على عدد أصوات غير مسبوق في تاريخ التصويت داخل المنظمة الأممية، خلال الجلسة المخصصة لانتخاب القيادة الجديدة في مقر المنظمة بباريس.
ويأتي هذا الفوز الكاسح تأكيدًا للدعم الدولي الكبير الذي حظي به المرشح المصري، وإشادةً بدوره البارز في تعزيز الحوار الثقافي وحماية التراث الإنساني على المستويين المحلي والعالمي. كما يعكس الثقة الواسعة في قدرته على قيادة اليونسكو نحو مرحلة جديدة من العمل الدولي المشترك في مجالات التعليم والثقافة والتراث.
يُعد الدكتور خالد العناني من أبرز الشخصيات الأكاديمية والإدارية التي جمعت بين العلم والخبرة التنفيذية، فقد شغل مناصب بارزة داخل وخارج مصر ترك خلالها بصمات واضحة في تطوير قطاعي السياحة والآثار.
شغل منصب وزير السياحة والآثار منذ ديسمبر 2019 حتى أغسطس 2022، وكان قبلها وزيرًا للآثار من مارس 2016، ليصبح أول وزير يتولى الحقيبتين معًا منذ فصلهما عام 1966.
عمل أستاذًا لعلوم المصريات بكلية السياحة والفنادق – جامعة حلوان منذ عام 1993، حيث أسهم في تخريج أجيال من المتخصصين في الإرشاد السياحي والآثار.
تولى الإشراف العام على المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، وكان له دور محوري في افتتاح موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم عام 2021.
تُوّجت مسيرة الدكتور العناني بعدد من الأوسمة والجوائز الدولية التي تعكس تقدير المجتمع الدولي لإسهاماته في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار الثقافي، منها:
وسام فارس جوقة الشرف – فرنسا (2025).
وسام الشمس المشرقة – اليابان (2021).
وسام الاستحقاق – بولندا (2020).
وسام فارس في الفنون والآداب – فرنسا (2015).
كما تم اختياره راعٍ لصندوق التراث العالمي الأفريقي (2025) وسفيرًا للسياحة الثقافية لدى منظمة السياحة العالمية (2024)، فضلًا عن حصوله على دكتوراه فخرية من جامعة بول فاليري مونبلييه 3 – فرنسا (2024).
لم يتوقف عطاؤه عند حدود المناصب الرسمية، بل امتد إلى الساحة الأكاديمية الدولية؛ حيث شغل مناصب أستاذ زائر بجامعة بول فاليري مونبلييه 3 في فرنسا عدة مرات بين عامي 2006 و2023، وكان خبيرًا علميًا بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، وعضوًا مراسلاً بمعهد الآثار الألماني في برلين.
يرى المراقبون أن فوز الدكتور خالد العناني بهذا المنصب الرفيع يُعد نقطة مضيئة في سجل الدبلوماسية الثقافية المصرية، إذ يأتي تتويجًا لعقود من الجهود الوطنية في حماية التراث المصري والترويج للهوية الثقافية العربية عالميًا.
ويُنتظر أن تسهم خبراته الواسعة في تعزيز دور اليونسكو في دعم الابتكار في التعليم، وصون التراث الإنساني، وحماية الهوية الثقافية للدول النامية، بما يعيد للمنظمة دورها القيادي في صياغة مستقبل الثقافة العالمية.
إن اختيار الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو هو انتصار للعلم والمعرفة المصرية، ورسالة واضحة بأن الكفاءة والخبرة قادرتان على الوصول لأعلى المناصب الدولية، متوجتين مجهود سنوات طويلة من الإخلاص والعطاء.
