عبد العاطي يؤكد من احتفالية بطرس غالي صلابة الدولة ودورها المتجدد في صناعة السلام

كتبت بوسي عواد

في أمسية احتفالية تحمل الكثير من الدلالات حول قوة الدبلوماسية المصرية وريادتها التاريخية، شارك الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في الاحتفال السنوي الذي تنظمه مؤسسة بطرس غالي للسلام والمعرفة يوم الخميس 13 نوفمبر، إحياءً لذكرى وإرث واحد من أبرز الرموز الدبلوماسية في مصر والعالم، الدكتور بطرس بطرس غالي.

 

جاءت مشاركة الوزير عبد العاطي لتؤكد عمق الانتماء المصري لتاريخها الدبلوماسي العريق، الذي أسسه قادة بارزون كان لهم تأثير عالمي، وفي مقدمتهم الراحل بطرس غالي، الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة وأرسى مفاهيم جديدة للسلام والتنمية وفض النزاعات.

 

خلال كلمته في الاحتفال، سلّط وزير الخارجية والهجرة الضوء على التطورات الإقليمية المعقدة التي تشهدها المنطقة، خصوصاً مع تفاقم الصراعات وتصاعد التوترات التي تلقي بظلالها على الأمن الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، أكد الوزير أن مصر، برؤيتها السياسية الواضحة وقيادتها الواعية، استطاعت أن تتعامل بحكمة مع تلك التحديات، وأن تحافظ على تماسك مؤسساتها واصطفاف شعبها خلف الدولة.

 

وأوضح عبد العاطي أن صلابة الدولة المصرية اليوم ليست محض صدفة، بل نتيجة لعمل مؤسسي متكامل يجمع بين تخطيط القيادة السياسية، وتماسك المؤسسات التنفيذية، ووعي الشعب، مضيفًا أن هذا التكامل كان له الدور الأبرز في تعزيز قدرة مصر على حماية أمنها القومي ومواجهة التحديات الإقليمية بنجاح.

 

وعلى الرغم من تعقيدات المشهد الإقليمي، أكد الوزير أن الدولة المصرية نجحت في المضي قدماً في مسيرة التنمية والبناء الاقتصادي، التي تُعد اليوم إحدى ركائز الاستقرار الداخلي. وشدد على أن مصر، بفضل سياساتها الاقتصادية ومشروعاتها القومية، استطاعت الحفاظ على وتيرة نمو ثابتة، بالتزامن مع جهود حماية الأمن القومي ومواجهة التهديدات المحيطة.

 

وأشار إلى أن التوازن بين التنمية الشاملة والاستقرار الأمني والدبلوماسية النشطة يعكس قدرة مصر على إدارة ملفاتها الداخلية والخارجية بفعالية عالية، بما يجعلها نموذجاً للاستقرار في منطقة تعاني من الاضطرابات.

 

وخلال الاحتفال، شدد عبد العاطي على أن مصر لم تتخلّ يوماً عن دورها المحوري في قضايا المنطقة، بل عززت هذا الدور خلال السنوات الأخيرة من خلال استراتيجيات واضحة ومبادرات فعالة لحل النزاعات وتحقيق السلام. وأكد أن مصر ستواصل التزامها بدعم الاستقرار الإقليمي، والعمل مع شركائها الدوليين والإقليميين لحل الصراعات القائمة عبر الحوار والدبلوماسية.

 

كما أشار إلى أن إرث الدكتور بطرس غالي يظل مصدر إلهام للدبلوماسية المصرية الحديثة، بما قدمه من إسهامات فكرية وسياسية تركت بصمة عالمية لا تُنسى، وواصَلَت مصر البناء عليها في مؤسساتها وسياساتها الخارجية.

 

جسّد الاحتفال السنوي لمؤسسة بطرس غالي لحظة تأمل وطنية في الإرث القيمي والفكري لرجل كان أحد أعمدة الدبلوماسية الدولية. وبين صفحات هذه الذكرى، ألقى الوزير بدر عبد العاطي خطاباً أبرز فيه قوة الدولة المصرية وقدرتها على مواجهة المتغيرات، ورسّخ مكانتها كفاعل رئيسي في الإقليم وعلى الساحة الدولية.

 

.