كتبت خيريه غريب
الحياة أقصر من أن تشرح للناس حسن نواياك، ولا تُكلف نفسك فوق طاقتها في إثبات شيء لا يهم أحدًا سواك. في كثير من الأحيان، نجد أنفسنا نُهدر طاقتنا في محاولة إقناع الآخرين بأننا لم نقصد الإساءة، أو أن نوايانا كانت حسنة. ولكن، هل يستحق الأمر كل هذا الجهد؟
أمثلة من الحياة اليومية:
– شخص يعتذر لصديقه عن خطأ غير مقصود، ولكن صديقه يرفض قبول الاعتذار ويصر على أن الخطأ كان متعمدًا. في هذه الحالة، يمكن للشخص أن يشرح نواياه، ولكن هل سيغير ذلك من رأي صديقه؟
– شخص يقدم نصيحة لصديقه، ولكن صديقه يفهمها بشكل خاطئ ويعتقد أن النصيحة كانت تهدف إلى إهانته. في هذه الحالة، يمكن للشخص أن يحاول توضيح نواياه، ولكن هل سيتمكن من تغيير رأي صديقه؟
الأدلة على ضرورة عدم إهدار الطاقة في إثبات النوايا كثيرة. أولًا، الحياة قصيرة ولا تستحق أن نُضيعها في تبرير أفعالنا للآخرين. ثانيًا، الناس غالبًا ما يرون ما يريدون رؤيته، ولا يمكننا التحكم في كيفية تفسيرهم لتصرفاتنا. ثالثًا، إثبات النوايا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الجدال والتوتر، بدلًا من حل المشكلات.
بدلًا من إهدار طاقتك في إثبات النوايا، يمكنك توجيهها نحو أشياء أكثر أهمية. يمكنك التركيز على تحسين نفسك، وتطوير مهاراتك، وبناء علاقات صحية مع الآخرين. يمكنك أيضًا تعلم كيفية التعامل مع النقد والتعليقات السلبية بطرق بناءة.
– قول الله تعالى: “لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ” (البقرة: 195)
– حديث: “إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” (رواه مسلم)
وهذا يدل على أهمية الحفاظ على النفس والتركيز على الأشياء الإيجابية في الحياة. يجب أن نتعلم أن نثق في أنفسنا وفي نوايانا الحسنة، وأن لا نُهدر طاقتنا في إثبات شيء لا يهم أحدًا سواك. علينا التركيز على ما يهم في حياتنا.