الثلاثاء , يونيو 3 2025

لا تجرح خاطر أحد… فالنفوس لا تجبر

كتبت بوسي عواد

في رحلة الحياة، نمر بلحظات صعبة ومواقف متباينة، أحيانًا نكون فيها أقوياء، وأحيانًا ضعفاء أمام كلمة أو تصرف بسيط. لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن كسرة النفس قد تكون أشد ألمًا من كسور الجسد.

 

مهما كان رد فعلك لا تكسر أحدًا.

ربما تكون غاضبًا، مستفَزًّا، أو حتى جُرحت، لكن تأكد أن كلماتك وتصرفاتك لها أثر أبعد مما تتخيل. كلمة جارحة، نظرة استهزاء، تجاهل متعمد، أو سخرية مبطنة — كلها سهام صغيرة لكنها قد تصيب النفس في أعمق مواضعها.

 

اليد حين تُكسر، تُجبر مع الوقت، تُربط بجبيرة، ويُعاد تشكيل العظام. أما الخواطر، أما القلوب، أما النفوس؟ فهي لا تجد جبيرة تُعيدها كما كانت. قد ينكسر في نفس شخص شيء لا يُصلحه ألف اعتذار، ولا يُرمّمه ألف عناق، لأن الجرح غير مرئي لكنه غائر.

 

اختر كلماتك بلطف، امدح بدل أن تنتقد، واسمع بدل أن تُهاجم. أحيانًا، شخص بجانبك يحتاج فقط إلى كلمة طيبة، لا إلى لائحة من الملاحظات أو محاضرة في التصحيح. أن تكون إنسانًا جميل الروح لا يعني أن تُجامل دائمًا، بل يعني أن تعرف متى تصمت، ومتى تقول وماذا تقول.

 

ولا تظن أن كسر الخواطر أمر عابر.

عندما تكسر خاطر أحدهم، فأنت لا تُسيء للحظة فقط، بل ربما تُغيّر نظرته للحياة، للناس، لنفسه. أنت لا تعرف أي معركة داخلية يخوضها هذا الشخص، ولا تدري أي قشة ستقصم ظهره.

 

لا تُكسر أحدًا، لا بالقول ولا بالفعل، لأن النفوس لا تُجبر كالعظام.

شاهد أيضاً

رفيق الروح.. الغائب الذي لا يغيب

كتبت بوسي عواد في عالمٍ يمتلئ بالعابرين، هناك حضورٌ لا يُرى، ولا يُلمس، لكنه يسكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *