المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
في صباح حزين، ودّعت الساحة الرياضية وأوساط المصارعة الحرة واحدًا من أعظم رموزها، حيث أعلنت صحيفة “ذا صن” البريطانية وفاة أسطورة المصارعة العالمية هالك هوجان، عن عمر ناهز 71 عامًا، إثر أزمة قلبية حادة داهمته في منزله بولاية فلوريدا الأمريكية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فقد تم العثور على هوجان، واسمه الحقيقي تيري جين بوليا، متوفى داخل منزله الواقع في منطقة كليرواتر صباح الخميس. وقد هرعت سيارات الإسعاف ودوريات الشرطة إلى المكان بعد تلقي بلاغ بوجود حالة “سكتة قلبية”، إلا أن جهود الإنقاذ لم تُفلح، ليُعلن رسميًا عن رحيل الرجل الذي لطالما ملأ الحلبات صخبًا وأساطير.
يُعد هالك هوجان أحد أشهر المصارعين الاستعراضيين في التاريخ الحديث، بل وأيقونة جماهيرية تجاوزت حدود الرياضة إلى مجالات الإعلام والترفيه. بدأ مسيرته في عالم المصارعة عام 1978، عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره، مستندًا إلى بنية جسدية استثنائية، بلغ طوله قرابة مترين، ووزنه تجاوز 130 كيلوغرامًا من العضلات.
في عام 1980، انضم هوجان إلى اتحاد المصارعة العالمي الشهير WWE (الذي كان يُعرف سابقًا بـ WWF)، وهناك كانت الانطلاقة الكبرى، حيث سرعان ما أصبح وجه المصارعة الأشهر عالميًا، بفضل شخصيته الكاريزمية، وحركاته الاستعراضية المبهرة، وشعاره الأشهر: “Hulkamania is running wild”.
لم يكن هوجان مجرد مصارع، بل كان نجمًا متكاملاً دخل عالم السينما، والإعلانات، والبرامج التلفزيونية، حتى أصبح واحدًا من أكثر الشخصيات الرياضية شهرة في العالم خلال فترة الثمانينات والتسعينات.
حقق شهرة ساحقة بفضل صراعاته التاريخية مع نجوم كبار مثل أندريه ذا جاينت، وريتشل مان، وألتيميت ووريور، وذا روك، وغيرهم، وشكّل حضورًا دائمًا في عروض “ريسلمانيا” التي تحولت إلى مهرجانات جماهيرية بفضله.
رغم تقدمه في السن، ظل هوجان حاضرًا على الساحة الإعلامية، يشارك في بعض فعاليات WWE، ويظهر في لقاءات جماهيرية خاصة، كما كان يُتابع التطورات في عالم المصارعة ويدعم المواهب الجديدة. لكن خلال الأسابيع الماضية، أشارت تقارير إلى دخوله المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية لم تُعلن تفاصيلها وقتها، حتى جاءت الصدمة الكبرى صباح اليوم.
برحيله، تفقد المصارعة العالمية أيقونة لن تتكرر، ورمزًا جماهيريًا شكّل وجدان الملايين عبر أجيال، لا سيما أولئك الذين تربوا على متابعة نزالاته ومتابعة صراخه الشهير فوق الحلبة وهو يلوّح لجماهيره الصاخبة.
هالك هوجان لم يكن مجرد مصارع، بل كان قصة نجاح حقيقية، ترجمها بعضلاته وكاريزمته وابتسامته التي لم تفارقه يومًا. وها هو اليوم يُسدل الستار على رحلته، بينما تبقى روحه حاضرة في كل ركن من أركان الحلبات التي طالما صدحت باسمه.
وداعًا أيها العملاق… ستبقى هالكمانيا خالدة.
