كتب مصطفى قطب
في ليلة ستُحفر بحروف من ذهب في ذاكرة الكرة العربية والعالمية، توّج المنتخب المغربي تحت 20 عامًا بلقب كأس العالم للشباب 2025، بعد فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد، في المباراة النهائية التي أقيمت فجر اليوم الإثنين على ملعب تشيلي الوطني، ليكتب “أشبال الأطلس” فصلًا جديدًا من المجد الكروي للمغرب والعرب.
بدأ اللقاء بحماس كبير من المنتخب المغربي، الذي دخل المباراة بثقة عالية وروح قتالية واضحة، ونجح في فرض إيقاعه منذ الدقائق الأولى، ليترجم سيطرته إلى هدف رائع في الدقيقة 12 عبر النجم ياسر زبيري، الذي أطلق تسديدة فنية مذهلة من ركلة حرة مباشرة سكنت شباك الحارس الأرجنتيني وسط ذهول الجماهير.
ولم يكتفِ زبيري بهذا التألق، بل عاد بعد 17 دقيقة فقط ليضيف الهدف الثاني في الدقيقة 29، مستثمرًا تمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء حوّلها بلمسة سحرية إلى الشباك، مانحًا المغرب أفضلية مريحة قبل نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، حاول المنتخب الأرجنتيني العودة إلى اللقاء، إلا أن التنظيم الدفاعي الصارم للمنتخب المغربي، بقيادة خط دفاع صلب وحارس يقظ، أحبط جميع المحاولات. واستمرت الجماهير المغربية في مدرجات ملعب سانتياغو، وأمام الشاشات حول العالم، في تشجيع فريقها بحماس لا يوصف حتى صافرة النهاية التي أعلنت مغربًا جديدًا يتربع على عرش الكرة العالمية للشباب.
بهذا الإنجاز التاريخي، أصبح منتخب المغرب تحت 20 عامًا أول منتخب عربي وإفريقي يحقق لقب كأس العالم للشباب، ليؤكد أن الحلم العربي ممكن، وأن مدرسة الكرة المغربية باتت نموذجًا عالميًا في صناعة الأجيال الصاعدة.
وحظي النجم ياسر زبيري بإشادة واسعة، بعد أن خطف الأضواء بثنائيته التاريخية في النهائي، حيث تم اختياره أفضل لاعب في المباراة، بينما توّج المغرب أيضًا بجائزة اللعب النظيف تقديرًا لأدائه المتوازن والمشرف طوال البطولة.
من جانبه، عبّر المدير الفني للمنتخب المغربي عن سعادته الغامرة بهذا التتويج قائلاً:
> “هؤلاء الشباب صنعوا مجدًا جديدًا للمغرب، لقد قاتلوا من أجل الحلم، واليوم أصبح الحلم حقيقة.”
واختُتمت الليلة الاحتفالية بأجواء رائعة، إذ عمّت الأفراح شوارع الرباط والدار البيضاء وسائر المدن المغربية، وسط زغاريد وهتافات “ديما مغرب”، احتفالًا بأول نجمة عالمية في تاريخ كرة القدم المغربية.
إنه فجر جديد لكرة القدم العربية، صنعته أسود الأطلس بموهبتهم وشجاعتهم وإصرارهم على أن يكونوا في القمة.