المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في إطار جولته الأوروبية التي تعكس مكانة مصر كشريك استراتيجي للقارة، استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، وذلك بمقر إقامته في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، وعدد من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، من بينهم سفيرة الاتحاد بالقاهرة ومدير عام إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجهاز الخدمة الخارجية الأوروبي.
وخلال اللقاء، عبّر الرئيس السيسي عن تقديره العميق للعلاقات التاريخية التي تربط مصر بالاتحاد الأوروبي، مؤكدًا حرص القاهرة على تطوير الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وشدد الرئيس على أن مصر تتبنى سياسة خارجية متزنة تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي بعيدًا عن المصالح الضيقة أو النزاعات العابرة.
وأشار الرئيس إلى الدور المصري المحوري في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن القاهرة تواصل جهودها لوقف الحروب ومعالجة جذور الأزمات، بما يعزز الأمن الإقليمي ويحد من تداعياتها على أوروبا والعالم.
وفيما يتعلق بملف الهجرة، أكد الرئيس السيسي أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية أسهمت بفاعلية في الحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية، موضحًا أن أوروبا لم تتأثر بتلك الظاهرة بفضل الجهود المصرية الصادقة. وأضاف أن مصر تستضيف نحو عشرة ملايين أجنبي نزحوا من دول تشهد صراعات وأزمات، ما يعكس حجم المسؤولية التي تتحملها الدولة المصرية بمفردها في هذا الملف الإنساني.
كما شدد الرئيس على أن الحل الجذري لأزمة الهجرة يكمن في استقرار الدول المصدّرة لها، مؤكدًا أن مصر تعمل مع شركائها الأوروبيين والإقليميين لتحقيق هذا الهدف من خلال التنمية ودعم الحلول السياسية السلمية.
وفي سياق متصل، تناول اللقاء آخر المستجدات في الشرق الأوسط، حيث تطرق الرئيس إلى الدور المصري الفاعل في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في قطاع غزة بالتعاون مع الوسطاء الدوليين. وأكد السيسي ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني دون عوائق.
وكشف الرئيس عن تطلع مصر لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في نوفمبر المقبل، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والجهات المانحة، بما يضمن دعم الشعب الفلسطيني وإعادة الحياة إلى القطاع بعد أشهر من الدمار والمعاناة.
من جانبها، أعربت كايا كالاس عن تقدير الاتحاد الأوروبي العميق للدور المصري في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ووقف إطلاق النار في غزة، وتسوية الأزمات في السودان وليبيا، مؤكدة استعداد الاتحاد لدعم هذه الجهود والمشاركة في إعادة إعمار القطاع. كما أكدت التزام الاتحاد بتعزيز التعاون مع مصر في ملف الهجرة، ودعم التنمية المستدامة في الدول الإفريقية المصدّرة للمهاجرين.
وتناول اللقاء أيضًا ملفات الأمن الإقليمي والمياه والبحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي، حيث شدد الجانبان على أهمية احترام القانون الدولي وضمان أمن الممرات الملاحية الدولية، وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة التي تمس استقرار المنطقة وأمنها.
واختُتم اللقاء بتأكيد متبادل على أهمية استمرار الحوار السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي، بما يضمن التنسيق الكامل تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ويدعم المصالح المشتركة بين الجانبين في إطار من الاحترام المتبادل والشراكة المستدامة.
