كتبت بوسي عواد
أحياناً لا نريد شيئاً من هذا العالم سوى لحظة هدوء صافية، لحظة لا يُسمع فيها سوى صوت أنفاسنا، ولا نشعر فيها إلا بدفء السكينة يحتضن أرواحنا المرهقة.
إنها تلك اللحظة التي ننسحب فيها من كل صخب، من كل ضجيج ينهش أرواحنا، ونسعى إلى هدنة صادقة مع الحياة.
كم نحتاج إلى صمت يكتم ضجيج الروح… إلى وسادة سلام نُسند عليها أحلامنا المتعبة، نُريح رؤوسنا التي أثقلتها المسؤوليات والأفكار والمخاوف. نحتاج إلى نغمة هادئة، ربما أغنية بلا كلمات، أو حتى همس الريح بين الأشجار، لتغمرنا بلحظة نادرة من الصفاء.
أحياناً لا نحتاج إلى أحد… فقط إلى عزلة هادئة، نعيد فيها ترتيب حساباتنا، نراجع فيها قلوبنا، نستمع فيها إلى أنفسنا بوضوح دون تشويش. في تلك اللحظات، يمكننا أن نستعيد أنفاس الأمل، أن نربت على أرواحنا المتعبة، ونهمس لأنفسنا بأننا بخير، وأن الغد يحمل ما هو أجمل.
في زمن يركض بلا توقف، لا بأس أن نطلب مهلة. لا بأس أن نقول: «توقفوا قليلاً… أريد فقط لحظة سلام».
فهذه اللحظات الصغيرة، ولو ظنناها تافهة، هي التي تُرمم فينا ما كسره العالم… وتُعيد ترتيب أرواحنا الهشة.