السبت , يوليو 5 2025

المرأة.. بين رقة الشعور وقوة الوجدان

كتبت بوسي عواد

في قلب كل امرأة عالم من المشاعر المتشابكة، تفيض فيه الأحاسيس بصدق، وتتشابك فيه الرقة مع الصمود، والهدوء مع الصخب. فالمرأة ليست مجرد كائن عاطفي كما يُشاع، بل هي كيان نفسيّ معقّد، عميق، حساس، لا يُفهم إلا من خلال الحضور الصادق، والاحتواء الصامت.

 

من منظور علم النفس، نجد أن المرأة تعبر عن حبها بصمت، ووجعها بالدموع، وسعادتها بالتفاصيل الصغيرة. عندما تصمت أمام من تحب، تكون الكلمات قد خانتها، وبقيت الدموع تنوب عن اللسان، شاهدة على الحب الصادق الذي لا يحتاج إلى تبرير.

 

وفي بدايات العلاقة، يخاف قلبها من الاقتراب، لكن إذا أحبت بصدق، فإنها لا تحتمل الفقد، وتبكي على غياب من تعلّقت به، ولو لساعات. قلة من الرجال يفهمون هذا النوع من الحنين، القائم على الشعور لا المنطق.

 

نصف جمال المرأة لا يكمن في ملامحها، بل في ردود أفعالها: في احمرار خديها خجلًا، ولمعة عينيها فرحًا، وارتباك يديها حين تعجز عن التعبير بالكلمات.

 

هي مزيج عجيب من الحب والحدس، من القوة والصبر؛ إن أحببتها منحتك عشقًا لا ينضب، وإن جرحتها، ردت بما يفوق الظن. فهي لا تنسى، لكنها تغفر، ولا تشتكي، لكنها تتألم بصمت.

 

المرأة تهتم بالتفاصيل الصغيرة: وردة حمراء تأتيها دون مناسبة قد تُنسيها يومًا من الغضب، ويد حنونة على كتفها تشعرها بالأمان، وكلمة “أنا هنا” تعني لها أكثر من وعود كثيرة.

 

نبي الرحمة ﷺ قال: “رفقًا بالقوارير”، والقارورة إذا انكسرت لا تعود كما كانت، والمرأة حين تنكسر عاطفيًا، يصعب ترميمها بالكلمات.

 

تحب المرأة أن تعامل كطفلة مدللة، لا لأنّها ضعيفة، بل لأنها تمنح الحبّ بإفراط وتحتاج أن تتلقّاه بنفس السخاء. وحين تغار، لا تجادلها، بل احتضنها، فالغضب عندها ليس أكثر من نداء خفي للحب والاهتمام.

 

وكم من امرأة هادئة ناعمة، كانت ضجيجًا صامتًا في قلب من أحبها! فمشاعرها هادئة على السطح، لكنها تضج بالحياة في أعماقها.

 

المرأة تستطيع أن تكون أمًّا تُربّي وحدها، وتتحمّل الألم وهي مريضة، وتسهر لأجل من تحب، وتواسي من لا تعرف… فكيف لا تُقدّر؟ وكيف لا تكون وطنًا للطمأنينة حين تكون زوجة، وأمانًا حين تكون أختًا، ونبع حنان حين تكون أمًا؟

 

المرأة لا تبحث عن الجمال أو المال، بقدر ما تبحث عن رجل يساندها، يحترم عقلها، ويُصادق روحها، لا من يراقبها أو يقيّدها.

المرأة بحر… في مظهرها سكون، وفي أعماقها أسرار، وفي غضبها عواصف. سئلت أنثى: من هو الرجل الحقيقي؟ فأجابت:

“هو من ينصحني لا من يعاقبني، من يثق بي لا من يراقبني، من يكون رجلي لا من يكون عليّ.”

شاهد أيضاً

صحابة النبي… سعد بن معاذ رضي الله عنه 

مصطفي قطب سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل وخليفة قائد من الأوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *