كتب – محمد نادر :
فُجعت هيئة السكة الحديد خلال الساعات الأخيرة بوفاة اثنين من كوادرها أثناء تأدية مهام عملهم، في واقعتين مؤثرتين تعكسان حجم الضغوط والتحديات التي يواجهها العاملون في هذا المرفق الحيوي الذي يخدم ملايين المواطنين يوميًا.
وقد أعلنت النقابة العامة للعاملين بهيئة السكة الحديد، برئاسة عبد الفتاح فكري، وفاة الزميل حسين محمد فريد، رئيس قطار القاهرة، أثناء عمله بمحافظة أسيوط. وأوضح بيان النقابة أن الراحل توفي بشكل مفاجئ خلال أداء عمله، مما تسبب في حالة من الحزن بين زملائه ومحبيه من العاملين والمتعاملين مع الهيئة.
وفي استجابة سريعة، كلف رئيس النقابة، سيد عبد اللطيف نائب رئيس النقابة ورئيس اللجنة النقابية لمشرفي القطارات، بمتابعة كافة إجراءات نقل الجثمان من أسيوط إلى مسقط رأسه بمحافظة طنطا، وتيسير الإجراءات لتشييعه لمثواه الأخير بما يليق بخدماته الطويلة للهيئة.
وجاءت هذه الفاجعة بعد أقل من 24 ساعة على وفاة قائد قطار المناشي، أحمد صلاح رياض درويش، داخل كابينة القيادة بمحطة التحرير في محافظة البحيرة، بعد أن شعر بإعياء مفاجئ فور توقف القطار.
وأفادت التحريات أن سائق القطار البالغ من العمر 43 عامًا، والمقيم بمنطقة العجوزة في الجيزة، قد أصيب بإغماء مفاجئ أثناء عمله، وأسرع مساعده بطلب النجدة، لكن الأطباء في مستشفى بدر المركزي أكدوا وفاته فور وصوله. وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
الحادثتان تسببتا في موجة حزن عارمة بين العاملين بهيئة السكة الحديد، الذين نعوا زميليهم بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن الراحلين كانا من خيرة العاملين المعروفين بالتفاني والانضباط.
وتعيد هذه الحوادث المأساوية تسليط الضوء على طبيعة العمل الشاق الذي يواجهه العاملون في قطاع السكك الحديدية، والذي يتطلب دوامًا طويلًا وجهدًا بدنيًا ونفسيًا متواصلًا، في ظل مسؤوليات ضخمة تجاه حياة وسلامة الركاب.
وطالب عدد من العاملين عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومجموعات العمل الداخلية بضرورة زيادة الاهتمام بالجانب الصحي والنفسي للعاملين، وتكثيف الفحوصات الطبية الدورية، فضلًا عن تقليل الضغوط والعمل على تحسين ظروف الخدمة، حفاظًا على سلامة العاملين والمرفق معًا.
بين قضبان السكك الحديدية، يمضي رجال يواصلون الليل بالنهار من أجل انتظام الرحلات وسلامة الركاب. وها هي الهيئة اليوم تودّع اثنين من هؤلاء الجنود المجهولين، الذين فارقوا الحياة وهم على رأس عملهم، ليتركوا خلفهم رسالة وفاء ومسؤولية ستظل محفورة في ذاكرة هذا المرفق الوطني العريق.