كتب مصطفى قطب
في نبأ عاجل بثّته قناة «القاهرة الإخبارية»، ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.7 درجة على مقياس ريختر سواحل شرق إندونيسيا، ما أثار حالة من القلق إزاء النشاط الزلزالي المتزايد في المنطقة الآسيوية النشطة جيولوجيًا. وحتى الآن، لم ترد تقارير مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية أو مادية، إلا أن السلطات الإندونيسية تراقب الوضع عن كثب تحسبًا لأي هزات ارتدادية قد تلي الزلزال الرئيسي.
وعلى خلفية هذه التطورات، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الزلازل ظواهر ترتبط بالموقع الجغرافي لكل منطقة، مشيرًا إلى أن مصر ليست ضمن حزام الزلازل العالمي، وإنما تقع على أطراف مناطق جيولوجية نشطة نسبيًا مثل البحر الأحمر، وخليج السويس، وخليج العقبة، التي تمثل جزءًا من الأخدود الإفريقي العظيم المعروف بوجود تشققات في القشرة الأرضية.
وأضاف شراقي أن النشاط الزلزالي الذي تشهده بعض مناطق شرق المتوسط، مثل تركيا، قبرص، واليونان، يعود إلى تقاطع الصفائح التكتونية بين قارتي إفريقيا وأوروبا، مؤكدًا أن الهزات الأرضية التي يشعر بها المصريون بين الحين والآخر مصدرها تلك المناطق، لكنها غالبًا ما تكون على مسافة تزيد عن 500 كيلومتر من السواحل المصرية، وهو ما يقلل من تأثيرها المباشر.
وفي هذا السياق، شدد الخبير الجيولوجي على أن مصر لا تزال بعيدة تمامًا عن دخول نطاق الحزام الزلزالي، مضيفًا أن هذا التحول الجيولوجي – إن حدث – يتطلب ملايين السنين وليس هناك مؤشرات على ذلك في الوقت الراهن.
كما طمأن شراقي المواطنين قائلاً:
“النشاط الزلزالي في منطقة شرق المتوسط شبه يومي، لكنه في معظمه ضعيف وغير محسوس، ولا يمثل تهديدًا لمصر أو للمناطق الحضرية داخلها.”
وأشار إلى أن الزلزال الأشهر في تاريخ مصر الحديث كان عام 1992، وتمركز في منطقة دهشور، حيث كانت البنية التحتية أقل استعدادًا، ما أسفر عن خسائر ملموسة وقتها، لكن الزلازل التي تسجل مؤخرًا لا تقارن من حيث القوة أو الخطورة.
يُذكر أن النشاط الزلزالي العالمي يظل محل مراقبة مستمرة من قبل مراكز الرصد الجيولوجي، في إطار حرصها على التحذير المبكر والاستعداد لأي احتمالات، خاصة في المناطق القريبة من الفوالق النشطة.