الإثنين , يوليو 7 2025

تخفيضات تمويل «ناسا» تفتح الطريق للصين في سباق الحياة خارج الأرض

كتب مصطفى قطب

بينما يتزايد الزخم العلمي حول إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض، وتُحدث الاكتشافات الفلكية صدى عالميًا، يبدو أن الولايات المتحدة ـ التي طالما تصدرت مشهد استكشاف الفضاء ـ قد بدأت تخفف من سرعتها، تاركة المجال مفتوحًا أمام منافسين جدد، أبرزهم الصين، التي تُسرّع خطاها نحو قيادة المستقبل الفضائي.

 

وفي الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” في أوج قوتها، خصوصًا مع امتلاكها لتقنيات متقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب، جاء قرار تخفيض التمويل الموجه للوكالة كضربة موجعة لطموحاتها الممتدة للبحث عن “الأرض الثانية”، ولبسط نفوذها في أعماق المجرات.

 

في أبريل الماضي، أثار تلسكوب “جيمس ويب” ضجة كبرى بعد رصده مؤشرًا محتملاً للحياة البيولوجية على كوكب خارج مجموعتنا الشمسية. وعلى الرغم من أن العلماء فضلوا تقديم تفسيرات علمية أكثر تحفظًا، فإن اللحظة كانت تاريخية، إذ باتت البشرية تمتلك أدوات تكنولوجية تُمكنها من التقاط إشارات ضئيلة قد تدل على أننا لسنا وحدنا.

 

لكن بينما يزداد وضوح السؤال الوجودي الأقدم: “هل نحن وحدنا في هذا الكون؟”، كانت المفاجأة الصادمة أن الجهة التي تلوّح بالإجابة عن هذا السؤال قد لا تكون أمريكا، بل منافستها الكبرى، الصين، التي تبني منظومة فضائية متكاملة بخطى متسارعة وثابتة.

 

وتشير تقارير علمية واستراتيجية إلى أن القيادة الأمريكية لمجال الفضاء لم تعد محصنة كما في السابق، خاصة مع تقليص الموازنات والتباطؤ في دعم المشاريع الطموحة. مقابل ذلك، تضخ الصين استثمارات ضخمة في برامجها الفضائية، وتطلق تلسكوبات ومركبات وتُخطط لمهمات مأهولة إلى القمر والمريخ، وتسعى بوضوح إلى ملء الفراغ الذي قد تتركه واشنطن.

 

وبينما تكشف المراصد الفلكية الأمريكية عن كواكب واعدة وظروف بيئية مشابهة للأرض، تُطرح تساؤلات داخل الأوساط العلمية والسياسية: لماذا تُخنق “ناسا” في الوقت الذي تحتاج فيه إلى تمويل مضاعف لتسريع الإجابات؟ وهل يمكن لأمريكا أن تحافظ على ريادتها، في وقت تُظهر فيه بكين رغبة استراتيجية للهيمنة على مستقبل الفضاء؟

 

يبدو أن المعادلة الجيوفضائية تشهد تحولًا تدريجيًا. وإذا لم تُراجع واشنطن أولوياتها في هذا الملف الحاسم، فقد تستيقظ ذات يوم لتجد أن الرد الأول على سؤال “هل هناك حياة خارج الأرض؟” قد جاء بصوتٍ صيني، لا من مختبرات “ناسا” أو مراكزها البحثية.

 

هكذا، وبين انكماش التمويل واتساع الاكتشافات، تقف أمريكا عند مفترق طرق: إما أن تعود للقيادة بقوة، أو تسلم مفاتيح الفضاء إلى منافسيها الطامحين.

شاهد أيضاً

لافروف: لا سلام في أوكرانيا دون ضمان الأمن الروسي وحقوق الناطقين بالروسية

كتبت بوسي عواد في تصريحات جديدة تؤكد تمسك موسكو بمواقفها الثابتة تجاه النزاع في أوكرانيا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *