كتبت بوسي عواد
في خطوة دبلوماسية تؤكد على متانة العلاقات المصرية الجنوب سودانية، تلقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اتصالاً هاتفياً هامًا يوم الإثنين 7 يوليو 2025 من نظيره الجنوب سوداني مونداي سيمايا كومبا، تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى تطورات إقليمية ذات اهتمام مشترك.
أكد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال على الاهتمام المصري البالغ بأمن واستقرار جنوب السودان، مشددًا على الروابط المتجذرة بين القاهرة وجوبا، والتطلع إلى ترسيخ أطر التعاون في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين.
وأوضح الوزير أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا خلال العقد الماضي، حيث زادت الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، خاصة في مجالات التعليم والزراعة والري والصحة، وهو ما يعكس التزام مصر بدعم جهود التنمية والبناء في الدولة الشقيقة.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية عن تقدير مصر لمسار التحول السياسي في جنوب السودان، مؤكداً على أهمية تجاوز التحديات الراهنة، والعبور الآمن للمرحلة الانتقالية نحو دولة مستقرة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.
ودعا عبد العاطي كافة الأطراف في جنوب السودان إلى دعم العملية الانتقالية، وتعزيز الحوار الوطني، وتقديم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من الدعم الدولي والإقليمي لتثبيت الاستقرار.
وشدد وزير الخارجية المصري على الطابع الوجودي لقضية مياه النيل بالنسبة لمصر، موضحًا أن القاهرة تتطلع إلى موقف إيجابي وبنّاء من جنوب السودان، يسهم في تحقيق التوافق الإقليمي في إطار مبادرة دول حوض النيل، ويؤسس لحلول عادلة تحفظ حقوق ومصالح كافة الأطراف.
من جانبه، أعرب وزير خارجية جنوب السودان مونداي سيمايا كومبا عن تقديره العميق للعلاقات التاريخية التي تربط بلاده بمصر، مؤكدًا حرص جوبا على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والعمل على تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي مع القاهرة.
كما أكد “كومبا” تفهم جنوب السودان الكامل للشواغل المائية المصرية، مشيرًا إلى استعداد بلاده للتفاعل الإيجابي بما يخدم مصالح دول حوض النيل جميعًا، ويعزز مناخ الثقة والتعاون المشترك.
يمثل هذا الاتصال بين الوزيرين عبد العاطي وكومبا رسالة واضحة على جدية القاهرة في تعزيز حضورها الإقليمي عبر دبلوماسية متوازنة، تؤكد على الشراكة الاستراتيجية مع الدول الإفريقية، وتضع قضايا الأمن المائي والتعاون الاقتصادي في مقدمة أولوياتها.
في ظل التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، تبرز العلاقات المصرية الجنوب سودانية كنموذج لشراكة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وبين دعم مصر للمرحلة الانتقالية في جنوب السودان، وتقدير جوبا للشواغل المصرية، يبدو أن مسار التعاون بين البلدين ماضٍ نحو مرحلة جديدة أكثر تنسيقًا واستقرارًا.