كتب مصطفى قطب
في تصريح ناري جديد يُنذر بتصعيد سياسي في المنطقة، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إسرائيل بمحاولة اغتياله خلال أحداث الحرب الأخيرة التي اندلعت في يونيو الماضي بين الطرفين، مؤكدًا أن طهران كانت هدفًا لمؤامرة ممنهجة يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وخلال مقابلة أجراها مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، شدد بزشكيان على أن إيران لا تسعى إلى الحروب ولا تمتلك طموحات نووية هجومية، قائلًا: “الصورة الزائفة عن إيران المسلحة التي يروجها الغرب ليست سوى نتيجة مكائد شيطانية دبرها النظام الإسرائيلي”.
وأضاف الرئيس الإيراني: “منذ سنوات ونحن ندافع عن السلام الإقليمي، لكن ما يحدث من حملات تضليل وتخويف ضد الجمهورية الإسلامية، يخدم فقط أجندة إسرائيل الأمنية والتوسعية في الشرق الأوسط، وليس استقرار المنطقة كما يزعم البعض”.
وعن مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، قال بزشكيان إن إيران لا تضع أي قيود على المستثمرين الأمريكيين، مؤكدًا أن العقبات الوحيدة في هذا المسار تتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة من واشنطن، وليس بموقف طهران.
وفي لفتة دبلوماسية، أكد الرئيس الإيراني استعداد بلاده لـاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة دون شروط مسبقة، لكنه شدد على أن أي تحول عدائي جديد في منطقة الشرق الأوسط لن يؤدي سوى إلى تفجير الاستقرار الإقليمي وخلق موجات جديدة من التوتر لا تخدم أحدًا، بمن فيهم الأمريكيون أنفسهم.
وأكد بزشكيان أن ما تروجه إسرائيل عن سعي إيران لتطوير أسلحة نووية هو أمر “عارٍ تمامًا عن الصحة”، مشددًا على أن إيران ملتزمة بالاتفاقات الدولية، ولا تبحث عن التصعيد بقدر ما تبحث عن حماية أمنها وسيادتها.
تصريحات بزشكيان تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث يشهد الملف النووي الإيراني حالة من الجمود، بينما تُجري أوروبا محاولات متقطعة لإعادة الحوار النووي إلى مساره، وسط ضغوط أمريكية وتلميحات إسرائيلية باستخدام خيارات “غير دبلوماسية”.
وبينما تسعى إيران إلى ترميم علاقاتها الدولية وتقديم نفسها كدولة مسالمة، فإن اتهام الرئيس الإيراني بمحاولة اغتياله من قبل إسرائيل يُمثل تصعيدًا خطيرًا قد يُعيد خلط أوراق اللعبة في الشرق الأوسط، ويُنذر بأن فصلًا جديدًا من المواجهة الإقليمية قد بدأ بالفعل.