السبت , يوليو 5 2025

فرق الطوارئ تواصل معركة إخماد النيران في غابات الشرق وسط موجة حر وجفاف

كتب محمد نادر

تواصل فرق الطوارئ في شرق ألمانيا سباقها مع الزمن للسيطرة على حرائق الغابات التي التهمت مساحات واسعة في ظل موجة حر وجفاف غير مسبوقة تضرب أوروبا هذا الصيف، مسببة أضرارًا بيئية جسيمة وقلقًا متزايدًا من تفاقم الأزمة.

 

وفي منطقة مرتفعات زالفيلد التابعة لولاية تورينجن، شهدت الليلة الماضية تحسنًا طفيفًا بعد أن تباطأت وتيرة توسع النيران، وفق ما أفادت به السلطات المحلية، إلا أن السيطرة الكاملة على الحريق لا تزال بعيدة المنال، بسبب الرياح الجافة والتضاريس المعقدة.

 

الوضع يبدو أكثر تعقيدًا في منطقة جوريشهايده، الواقعة على الحدود بين ولايتي سكسونيا وبراندنبورج، حيث ما زالت ألسنة اللهب تتقدم في اتجاهات متعددة، ما دفع قوات الإطفاء إلى تعزيز فرق الدعم الجوي والبري، وسط تحذيرات من انهيار غطاء الغابات في تلك المنطقة الحساسة.

 

وبحسب موقع روسيا اليوم الإخباري، فإن حجم النيران وانتشارها السريع فاق التوقعات، فيما تعاني الفرق العاملة من نقص المياه في بعض المناطق بسبب الجفاف الحاد الذي يضرب الأنهار والمسطحات المائية، ما فاقم صعوبة عمليات الإطفاء.

 

وتأتي هذه الحرائق في وقت تشهد فيه ألمانيا موجة حرارة استثنائية تجاوزت خلالها درجات الحرارة حاجز 38 درجة مئوية في بعض الولايات، ما جعل البلاد في مرمى أزمات مناخية متتالية، تهدد استقرار النظم البيئية وتهدد الأمن الزراعي والسكاني على حد سواء.

 

وقال متحدث باسم الدفاع المدني في تورينجن:

“نحن نواجه حريقًا غير معتاد من حيث الحجم والسرعة. كل عناصر الإطفاء تعمل على مدار الساعة، لكن الطقس لا يساعدنا، والرياح الجافة تسهم في تجدد الاشتعال رغم الجهود الجبارة.”

 

السلطات المحلية من جانبها أصدرت تعليمات صارمة للسكان بتجنب التنقل غير الضروري في المناطق المتأثرة، وفرضت حظرًا مؤقتًا على الدخول إلى الغابات، كما أغلقت بعض الطرق الحيوية لضمان وصول فرق الطوارئ دون عوائق.

 

ويخشى خبراء البيئة من أن تكون هذه الحرائق مؤشرًا مبكرًا لموسم صيف كارثي، خاصة وأن الغطاء النباتي هش للغاية نتيجة لنقص الأمطار وتراجع منسوب المياه الجوفية، مما يجعل الغابات عرضة للاشتعال بسهولة.

 

الحرائق في ألمانيا ليست حالة معزولة، بل جزء من نمط عالمي يتصاعد عامًا بعد عام، مع زيادة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، حيث تشهد العديد من دول أوروبا مثل فرنسا وإسبانيا واليونان، حرائق مماثلة تهدد أرواح المواطنين وتستهلك موارد الدول بشكل متسارع.

 

ويبقى التحدي أمام ألمانيا اليوم ليس فقط في إخماد هذه النيران، بل في مراجعة سياساتها المناخية والبيئية بشكل أوسع، استعدادًا لما يبدو أنه أصبح صيفًا دائم الاشتعال.

شاهد أيضاً

لافروف يُراهن على استدامة وقف النار بين إيران وإسرائيل ويشيد بدور السعودية

كتب مصطفى مصطفى أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن أمله في أن يكون اتفاق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *