السبت , يوليو 5 2025

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب

في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال لقائه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، عن حرص المملكة على تعزيز الشراكة الشاملة مع روسيا في مختلف المجالات، مشيرًا إلى تنامي التعاون الاقتصادي والثقافي، وصولًا إلى تعميق التبادل الشعبي بين البلدين.

 

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك، قال الأمير فيصل: “لمست خلال هذه الزيارة حرصًا واضحًا من الجانب الروسي على تنمية العلاقات الثنائية، وعلينا العمل معًا لتكثيف الحوار البنّاء بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الاستقرار الإقليمي والدولي”.

 

وأكد الوزير السعودي أن هناك تعزيزًا مستمرًا للتعاون الاقتصادي والثقافي، إضافة إلى التعاون على المستوى الشعبي، مشددًا على أهمية تسهيل الرحلات المباشرة بين البلدين وتبسيط إجراءات التأشيرات لما لذلك من دور في تعميق الصداقة بين الشعبين السعودي والروسي، وتعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافتين.

 

وتطرق اللقاء إلى القضايا السياسية ذات الأولوية، حيث شدد بن فرحان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية للوصول إلى حل سلمي شامل وعادل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا دعم المملكة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، كمسار وحيد يضمن الاستقرار في الشرق الأوسط.

 

وفي هذا السياق، أثنى الوزير السعودي على موقف روسيا “المبدئي والثابت” تجاه دعم القضية الفلسطينية، معتبرًا أن هذا الدور يُعول عليه في المرحلة المقبلة لدفع عملية السلام إلى الأمام، في ظل تعثر المسارات التفاوضية التقليدية.

 

وأشار الأمير فيصل إلى أن لروسيا دورًا محوريًا على الساحة الدولية كونها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن وفاعلًا رئيسيًا في مختلف الملفات السياسية، مؤكدا أن انخراط موسكو في قضايا المنطقة يعزز فرص الحلول الدبلوماسية ويُسهم في تخفيف التوترات المتصاعدة.

 

وحول الملف النووي الإيراني، قال بن فرحان إن روسيا كانت دائمًا من الداعمين للحلول السلمية في هذا الملف الشائك، معربًا عن أمله في أن تستمر موسكو في أداء دورها كوسيط موثوق ضمن مسارات التفاوض الجارية، بما يضمن منع التصعيد ويحفظ الأمن الإقليمي والدولي.

 

من جانبه، رحّب وزير الخارجية الروسي بالمواقف السعودية المتوازنة، وأكد رغبة بلاده في تطوير الشراكة الاستراتيجية مع المملكة على المستويات كافة، مشددًا على أهمية استمرار الحوار المشترك لمواجهة التحديات العالمية، وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة.

 

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الروسية تناميًا ملحوظًا في مجالات متعددة، في إطار توجه البلدين لتعزيز التنسيق الثنائي ضمن رؤية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ما يجعل من هذه الزيارة خطوة جديدة نحو تكريس شراكة فعالة ومؤثرة في المشهد الإقليمي والدولي.

شاهد أيضاً

لافروف يُراهن على استدامة وقف النار بين إيران وإسرائيل ويشيد بدور السعودية

كتب مصطفى مصطفى أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن أمله في أن يكون اتفاق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *