كتب مصطفى مصطفى
أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن أمله في أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران خطوة دائمة تفتح الباب أمام استقرار إقليمي طال انتظاره، مشددًا على أهمية أن تنعكس هذه التهدئة إيجابًا على المنطقة ككل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن.
وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم في العاصمة الروسية موسكو، وذلك عقب سلسلة من المحادثات الثنائية الرفيعة المستوى التي جمعت الجانبين لبحث ملفات سياسية وأمنية ذات طابع إقليمي ودولي.
وأكد لافروف أن بلاده “تأمل في أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة”، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق إن تم تثبيته على الأرض، سيكون له أثر مباشر على تهدئة بؤر التوتر في المنطقة، لا سيما في ظل ما وصفه بـ”الوضع الهش” في كل من غزة والضفة الغربية.
وفي هذا السياق، شدد وزير الخارجية الروسي على دعم موسكو الكامل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدًا أن الأوضاع في الضفة الغربية لا تقل سوءًا عما تشهده غزة، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
وحول الملف اليمني، ثمّن لافروف جهود المبعوث الأممي في تسريع خطوات التسوية، مشيرًا إلى أن بلاده تُقيم بإيجابية التطورات الأخيرة، خاصة في ظل الدعم العربي لهذا المسار.
من جانبه، عبّر لافروف عن تقديره الكبير للمملكة العربية السعودية لما وصفه بـ”موقفها المتوازن” من الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا امتنان روسيا للمبادرات السعودية، وعلى رأسها توفير منصة للحوار الروسي-الأمريكي في الرياض، وهو ما يعكس التزام المملكة بدور الوساطة البناءة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، شدد الوزيران على التقدم الكبير الذي تشهده الشراكة بين موسكو والرياض في مختلف المجالات، مشيرين إلى أهمية استمرار التنسيق المشترك في القضايا ذات الطابع الاستراتيجي.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، على لسان المتحدثة الرسمية ماريا زاخاروفا، أن هذه المباحثات تأتي ضمن إطار زيارة رسمية يجريها الأمير فيصل بن فرحان إلى موسكو، تهدف إلى تعميق التعاون الثنائي وتنسيق المواقف في ملفات حساسة، من أبرزها النزاعات الإقليمية وسُبل ضمان أمن الطاقة والغذاء في ظل الأزمات العالمية المتتالية.
كما لفت لافروف إلى تطلع بلاده لمشاركة سعودية واسعة في “القمة العربية-الروسية” المرتقبة في 15 أكتوبر المقبل، معتبرًا أن الحضور السعودي سيكون عاملًا محوريًا في إنجاح القمة وتحقيق نتائج ملموسة في الملفات التي تهم الجانبين.
وفي ختام المؤتمر، أجمعت تصريحات الوزيرين على أهمية استثمار التهدئة الإقليمية وتفعيل القنوات الدبلوماسية في حل النزاعات، بعيدًا عن التصعيد العسكري، من أجل شرق أوسط أكثر استقرارًا وتوازنًا، يخدم شعوب المنطقة ويضمن مصالحها على المدى الطويل.