السبت , يوليو 5 2025

غزو الذباب يرعب إسرائيل و تهاجم الأحياء الراقية وتنذر بكارثة صحية

كتب مصطفى مصطفى

تشهد مناطق عدة داخل إسرائيل حالة من الذعر الشديد، إثر غزو غير مسبوق لأسراب ضخمة من الذباب، في ظاهرة غريبة وصفها الإعلام العبري بأنها “تشبه إحدى آفات مصر القديمة”، في إشارة رمزية تعكس حجم الصدمة التي يعيشها السكان، خاصة في الأحياء الراقية.

 

صحيفة يسرائيل هايوم العبرية سلطت الضوء على ما يحدث في حي “أور يام” الجديد بمدينة أور عقيفا، الواقعة على الساحل الشمالي بالقرب من مدينة قيسارية، حيث أكد السكان أنهم يعيشون حالة من القلق والاختناق بسبب الهجوم الكثيف والمستمر لحشرات الذباب، والذي وصفوه بأنه “غزو لا يرحم”.

 

ووفقاً للتقرير، فإن الذباب بدأ ينتشر بشكل عشوائي وعنيف داخل البيوت والمرافق العامة، وانتقل إلى خزائن المأكولات، والثلاجات، والحمامات، والمراحيض، بل وحتى الفراش والملابس، مما أدى إلى تدهور حاد في جودة الحياة. السكان لم يترددوا في تحميل البلدية مسؤولية ما يحدث، متهمينها بالإهمال البيئي، وهددوا بـ الامتناع عن دفع ضريبة الأملاك احتجاجًا على استمرار الأزمة دون حلول.

 

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر مختصة، فإن النوع المنتشر من الذباب هو “ذباب دروسوفيلا”، والذي يُعرف بأنه يتكاثر في بيئات ملوثة مثل مياه الصرف الصحي، والمياه الراكدة، والعفن العضوي، مما يجعله ناقلاً خطيرًا للبكتيريا مثل “الإشريكية القولونية” و**”السالمونيلا”**، وغيرها من مسببات الإسهال، والقيء، والتسمم الغذائي، ومشكلات التنفس والجلد.

 

وقال أحد السكان المتضررين في تصريح صادم:

“نحن نعيش كارثة بيئية حقيقية.. الذباب في كل مكان، حتى داخل الثلاجة والملابس. يجب فحص الطعام مئتي مرة قبل تناوله. الوضع لم يعد يُحتمل. المنزل تحول إلى فخ مفتوح للحشرات والأمراض.”

 

الجهات البيئية في إسرائيل لم تصدر بعد بيانًا رسميًا يوضح أسباب الظاهرة، لكن بعض التقديرات الأولية تُشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، والإهمال في معالجة المخلفات والمياه الملوثة، ربما تكون الأسباب الرئيسية وراء انفجار أعداد الذباب بهذا الشكل.

 

وتأتي هذه الأزمة في وقت تعاني فيه إسرائيل من ضغوط صحية وبيئية متزايدة، وسط تحذيرات من تحول هذه الظاهرة إلى كارثة صحية حقيقية في حال عدم السيطرة عليها سريعًا.

 

جدير بالذكر أن الأوساط الشعبية والإعلامية الإسرائيلية بدأت تُطلق على الظاهرة اسم “الآفة المصرية”، في استدعاء رمزي لتاريخ قديم من الكوارث التي ضربت أرض الفراعنة، فيما يرى البعض أن الأمر يبعث على القلق أكثر من السخرية، نظرًا لما يحمله من مؤشرات خطرة على الصحة العامة.

 

هل ستتمكن السلطات في إسرائيل من احتواء هذا الغزو الحشري قبل أن تتحول البيوت إلى مستنقعات مرضية؟ أم أن الأمر قد خرج بالفعل عن السيطرة؟

شاهد أيضاً

لافروف يُراهن على استدامة وقف النار بين إيران وإسرائيل ويشيد بدور السعودية

كتب مصطفى مصطفى أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن أمله في أن يكون اتفاق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *