كتبت بوسي عواد
انطلقت منذ قليل في العاصمة الروسية موسكو الجولة الرسمية من المباحثات بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في زيارة تُعد خطوة جديدة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا والمملكة العربية السعودية، وسط تطورات إقليمية ودولية متسارعة.
وأكدت وكالة الأنباء السعودية أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى موسكو تأتي في إطار التنسيق الثنائي، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ملفات الشرق الأوسط، والطاقة، والأمن الإقليمي، والتطورات الدولية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإعادة إطلاق مسارات التهدئة في مناطق النزاع، خاصة في قطاع غزة.
ومن المرتقب أن تتناول المباحثات توسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين البلدين، خاصة في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تتعزز عامًا بعد عام، مع استمرار التشاور الوثيق بين موسكو والرياض في أوبك+ وتناغم مواقفهما في عدد من الملفات الدولية.
كما سيتطرق الوزيران إلى آخر تطورات القضية الفلسطينية، والملف السوري، والأوضاع في السودان واليمن، إضافة إلى المستجدات في العلاقات الدولية، وأثرها على التوازنات الإقليمية والعالمية.
وفي السياق ذاته، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى موسكو تحمل دلالات مهمة، وتعكس الرغبة المتبادلة في تعزيز الحوار الاستراتيجي بين البلدين، مشيرة إلى أن المباحثات التي تُعقد اليوم الجمعة ستتناول محاور تعاون حيوية على المستوى الثنائي والإقليمي.
وتشهد العلاقات بين السعودية وروسيا تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات الطاقة، والاستثمار، والدفاع، إلى جانب التنسيق السياسي المتزايد في القضايا الإقليمية الكبرى، بما في ذلك جهود التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات، ودعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
تأتي هذه المباحثات في ظل حراك دبلوماسي نشط من جانب المملكة، التي تسعى إلى بناء توازن في علاقاتها الدولية بين الشرق والغرب، وتفعيل دورها كقوة إقليمية فاعلة في الدبلوماسية المتعددة الأطراف، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
ختامًا، تبقى زيارة وزير الخارجية السعودي إلى موسكو مؤشراً قوياً على قوة العلاقات الروسية-السعودية، وتفتح آفاقًا جديدة لتعاون أوسع في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتلاحقة على الساحة الدولية.