كتب مصطفى قطب
انطلقت صباح اليوم الجمعة في العاصمة الماليزية كوالالمبور أول محادثات مباشرة بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الصيني وانج يي، وذلك على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في لقاء ترقبه المجتمع الدولي بكثير من الترقب، نظرًا لما يحمله من مؤشرات على مستقبل العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
ويعد هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ تولي ماركو روبيو منصبه في يناير الماضي، خلفًا لأنطوني بلينكن، ويأتي في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات الدبلوماسية والتجارية بين واشنطن وبكين.
الوزير الأمريكي الجديد، المعروف بمواقفه الصلبة تجاه الحكومة الصينية، لم يخفِ في تصريحات سابقة أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها التجارية والأمنية، خصوصًا في ملفات حساسة مثل بحر الصين الجنوبي، تايوان، وحقوق الإنسان في هونغ كونغ وشينجيانغ.
ويأتي هذا اللقاء وسط تصعيد جديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لوّح هذا الأسبوع بفرض رسوم جمركية إضافية على أكثر من 20 دولة، معظمها آسيوية، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة قبل الأول من أغسطس المقبل، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على لقاء روبيو-وانج.
من جانبها، لم تصدر الخارجية الصينية أي بيانات رسمية قبل اللقاء، لكنها عبّرت في أكثر من مناسبة عن رغبتها في «خفض التوتر» و«إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح»، محذّرة في الوقت ذاته من «الاستفزازات الأمريكية المتكررة» في ملفات سيادية.
ويُتوقع أن يتناول اللقاء عدة ملفات شائكة، أبرزها:
مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين.
الأزمة الجيوسياسية في بحر الصين الجنوبي.
وضع تايوان ومبيعات السلاح الأمريكية لها.
ملف العقوبات المفروضة على الشركات الصينية.
الجوانب التقنية المتعلقة بشركات التكنولوجيا العملاقة مثل تيك توك وهواوي.
يُذكر أن العلاقات بين واشنطن وبكين شهدت خلال السنوات الأخيرة توترًا غير مسبوق، تخللته حروب تجارية، وقيود دبلوماسية، واتهامات متبادلة بالتجسس، كما دخل الطرفان في سباق تقني واقتصادي محموم امتد ليشمل مناطق نفوذ مختلفة حول العالم، من آسيا وإفريقيا إلى أمريكا اللاتينية.
ويُراقب العالم نتائج هذا اللقاء بعناية، إذ قد يمهد لمرحلة جديدة من إما التهدئة والانفراج، أو الاحتدام والانقسام العالمي، في وقت يتسم فيه النظام الدولي بكثير من الهشاشة والاضطراب.
ويبقى السؤال: هل ينجح روبيو ووانج في إذابة الجليد، أم ستكون كوالالمبور مجرد محطة جديدة في سباق طويل من شد الحبال بين واشنطن وبكين؟