كتب مصطفى قطب
في لحظة اختلطت فيها الدموع بالفخر، أعلن محمد إبراهيم كيشو، أحد أعظم رموز المصارعة المصرية، اعتزاله اللعبة رسميًا، منهياً رحلة دامت سنوات حافلة بالإنجازات، أبرزها حصد الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو 2020 في المصارعة الرومانية، والتي كانت لحظة تاريخية علّقت اسمه في ذاكرة الرياضة المصرية والعربية.
ونشر كيشو، عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، صورة له على البساط، مرفقًا بكلمات صادقة تمزج بين الامتنان والوجع، حيث قال:
> “بعد سنين طويلة من التعب، التحديات، والانتصارات، بعد ما شرفت بلدي ورفعت علمها في المحافل الدولية، وقدرت أحقق الحلم وأتوج بميدالية أولمبية… قررت أعلن اعتزالي اللعب رسميًا.”
وأضاف النجم المصري، الذي طالما ألهم الأجيال الشابة بعزيمته وإصراره، أن القرار لم يكن سهلاً، موضحًا أن المصارعة كانت أكثر من مجرد رياضة بالنسبة له، بل كانت “الحياة والشغف والسند في أصعب الأوقات”.
واختتم كيشو كلماته برسالة مؤثرة شكر فيها كل من دعمه خلال مشواره، قائلاً:
> “بحمد ربنا على كل لحظة فخر عشتها، بشكر كل مدرب ساعدني، وكل زميل وقف جنبي، وكل حد دعمني بكلمة أو دعوة… شكراً للمصارعة اللي علمتني أكون راجل قبل ما أكون بطل.”
بصمة لا تُنسى
اشتهر كيشو بأسلوبه القتالي القوي وذكائه التكتيكي داخل البساط، وحقق العديد من الميداليات القارية والدولية، وكان دائمًا واجهة مشرفة للرياضة المصرية في البطولات العالمية، حيث لم يكن مجرد بطل على الساحة، بل رمزًا للروح القتالية والانتماء.
وقد أثار إعلان كيشو الاعتزال تفاعلًا واسعًا بين الجماهير والرياضيين، حيث عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الدعم والاحترام من زملائه، ومدربيه، ومسؤولين في الاتحاد المصري للمصارعة، الذين اعتبروا كيشو أيقونة ستبقى مصدر إلهام لسنوات قادمة.
رغم أن كيشو لم يعلن خطوته القادمة، إلا أن كثيرين يتوقعون أن ينتقل إلى العمل الفني أو الإداري داخل منظومة المصارعة المصرية، لما يمتلكه من خبرات كبيرة ورؤية ناضجة. كما أن هناك ترقبًا لدوره كمُحفّز للناشئين، حيث كان دومًا قدوة للشباب داخل وخارج الحلبة.
برحيل كيشو عن الحلبة، تطوى صفحة من المجد، وتبدأ أخرى عنوانها الوفاء والذكريات، ويبقى اسمه محفورًا في قلوب عشاق الرياضة، كبطل قاتل بشرف… وودّع بتواضع.