كتبت بوسي عواد
في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وحرصًا على تكثيف التشاور وتوحيد المواقف العربية، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، سلسلة من الاتصالات الهاتفية يومي ٩ و١٠ يوليو الجاري، مع عدد من وزراء الخارجية العرب، ضمن جهود مصرية مستمرة لتعزيز العمل العربي المشترك، وتنسيق الجهود إزاء القضايا الإقليمية والدولية، خاصة تطورات المشهد في قطاع غزة.
شملت هذه الاتصالات كلًا من:
الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر
أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية
الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية مملكة البحرين
أحمد عطاف، وزير الشئون الخارجية في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
بدر بن حمد البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عمان
عبد الله اليحيا، وزير خارجية دولة الكويت
ناصر بوريطة، وزير الشئون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالمملكة المغربية
وخلال تلك الاتصالات، أكد وزير الخارجية المصري على عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر بأشقائها في الوطن العربي، مشيرًا إلى أهمية البناء على ما تحقق من تقدم في مسارات التعاون الثنائي، من خلال تفعيل آليات التنسيق والتشاور المشترك، بما يعزز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المتصاعدة.
وأوضح الوزير عبد العاطي أن التحرك المصري يستند إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة تعزيز العمل العربي الجماعي، وتحقيق التكامل في السياسات والمواقف تجاه القضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تمر بمنعطف خطير.
وتناول عبد العاطي مع نظرائه العرب تطورات الوضع في قطاع غزة، والجهود المصرية الحثيثة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار، وحقن دماء الشعب الفلسطيني، وتأمين الإفراج عن عدد من الرهائن والأسرى، إضافة إلى ضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع المنكوب.
كما استعرض الوزير الترتيبات الجارية لاستضافة مصر مؤتمر “التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة”، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، فور التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، بما يُسهم في دعم الشعب الفلسطيني على المستويات الإنسانية والاقتصادية والإعمارية.
وتؤكد هذه التحركات النشطة أن مصر تواصل دورها المحوري في دعم قضايا الأمة العربية، وأن القاهرة تظل ركيزة رئيسية في الدفع نحو الاستقرار والسلام الإقليمي، من خلال دبلوماسية فعالة تقوم على الحوار والتنسيق والعمل المشترك.
وتأتي هذه الجهود في وقت بالغ الدقة إقليميًا، مما يعكس أهمية الاصطفاف العربي والتكاتف في مواجهة الأزمات، بما يحفظ الأمن القومي العربي ويعزز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.