الثلاثاء , أغسطس 12 2025

إسرائيل تعلن قصف موقع نووي في أصفهان للمرة الثانية

كتبت بوسي عواد

في تطور خطير يعكس التصعيد المستمر بين تل أبيب وطهران، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا، اليوم السبت، عن قصف موقع نووي إيراني في مدينة أصفهان بوسط البلاد، وذلك للمرة الثانية منذ اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران في 13 يونيو الجاري.

 

وأكد بيان للجيش أن سلاح الجو الإسرائيلي “هاجم الليلة الماضية منشأة نووية تُستخدم لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، في مدينة أصفهان”، مشيرًا إلى أن المنشأة نفسها كانت قد استُهدفت في اليوم الأول من العملية العسكرية.

 

وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى إن الضربات الأخيرة “عززت من إنجازات سلاح الجو”، مضيفًا أن “الهجوم ألحق ضررًا بالغًا بقدرات إيران التقنية على إنتاج أجهزة الطرد المركزي، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم”.

 

وتأتي هذه الضربة في إطار ما أطلقت عليه إسرائيل اسم “عملية قوة الأسد”، وهي الحملة العسكرية التي دشنتها بهجوم واسع النطاق استهدف العاصمة الإيرانية طهران، وردّت عليه إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع داخل إسرائيل.

 

وفي أولى ردود الفعل الدولية، حذر دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن الضربة الإسرائيلية الثانية على منشآت نووية داخل إيران، قد تُسرّع انزلاق المنطقة نحو مواجهة عالمية، مشيرًا إلى أن “العبث بالمواقع النووية يشكل خطرًا وجوديًا قد يمتد أثره إلى خارج حدود الشرق الأوسط”.

 

ويُخشى من أن يتسبب استمرار القصف الإسرائيلي لمواقع حساسة داخل إيران في تحفيز رد إيراني أعنف، خاصة بعد استهداف منشآت تُعد من ركائز البرنامج النووي الإيراني.

 

منذ فجر 13 يونيو، دخلت المواجهة بين إسرائيل وإيران مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري المباشر، بعد سنوات من الحرب بالوكالة والضربات غير المُعلنة. وأصبحت أصفهان، إحدى المدن الاستراتيجية التي تحتوي على منشآت نووية هامة، في قلب هذا النزاع.

 

وبينما تواصل إيران التلويح بردود “غير متوقعة”، تصر إسرائيل على أنها “لن تسمح لطهران بتطوير قدرات نووية تشكل تهديدًا وجوديًا”، وفقًا لتصريحات مسؤوليها العسكريين.

 

الضربة الثانية على منشأة نووية داخل أصفهان تمثل تحوّلًا خطيرًا في قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، ما يعيد إلى الأذهان مخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة إقليمية شاملة أو حتى حرب ذات طابع دولي، خاصة في ظل الغياب الكامل لأي مبادرات وساطة دولية حتى الآن.

 

ويبقى السؤال الأهم: إلى أين يتجه هذا التصعيد؟ وهل هناك خطوط حمراء لا يزال الطرفان يحترمانها؟

شاهد أيضاً

بيلاروسيا من قاعدة عسكرية لروسيا إلى قناة سرية لوساطة قد تغيّر مسار الحرب الأوكرانية

كتب مصطفى قطب كشف تقرير لمجلة «تايم» الأمريكية عن تحول لافت في دور بيلاروسيا، الدولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *