كتبت ليلي مصطفى
في تداولات صباح اليوم الأربعاء 25 يونيو، استيقظت الأسواق العالمية على ارتفاع جديد في سعر أوقية الذهب، إذ صعدت بنحو 8 دولارات مقارنة بسعر الإغلاق السابق، ليُسجّل المعدن الأصفر 3332 دولارًا للأوقية، بعد أن افتتح التداول عند مستوى 3323 دولارًا، ضمن تحركات ملحوظة تعكس حالة من الترقب العالمي بشأن تطورات الاقتصاد الأمريكي.
هذا الصعود الطفيف لم يكن مفاجئًا للمراقبين، الذين تابعوا باهتمام تحركات المعدن النفيس، خاصة مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة ستساهم في قياس معدلات التضخم، وتحديد ملامح السياسة النقدية الأمريكية للفترة القادمة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر في مسار أسعار الذهب عالميًا.
وتحركت الأوقية خلال تعاملات اليوم بين مستويين: صعودًا إلى 3335 دولارًا، وهبوطًا إلى 3320 دولارًا، ما يعكس حالة التذبذب في السوق العالمية، في ظل ترقب الأسواق لمؤشرات البنك الفيدرالي الأمريكي، وتأثير بيانات التضخم في قرار تثبيت أو خفض سعر الفائدة.
ويرى محللون أن الذهب يشهد حالة من الحذر، مع ميل طفيف للارتفاع، مدفوعًا برغبة المستثمرين في التحوط ضد أي تقلبات مفاجئة قد تطرأ على الاقتصاد الأمريكي، أو التوترات الجيوسياسية التي تشعل رغبة البنوك المركزية والأفراد على حد سواء في اقتناء الذهب.
وعلى الصعيد المحلي، ظلت أسعار الذهب في الأسواق المصرية مستقرة عند مستوياتها المسجلة في ختام تعاملات أمس الثلاثاء، بعد أن شهدت تراجعًا حادًا قدره 130 جنيهًا لكل جرام من عيار 21، وهو العيار الأكثر تداولًا في السوق.
ورغم ارتفاع سعر الأوقية عالميًا، لم يطرأ حتى اللحظة أي تحديث يُذكر على الأسعار المحلية، مما يعكس بطء استجابة السوق المحلية للتحركات العالمية أو ترقب التجار لما ستسفر عنه تعاملات المساء في بورصة الذهب العالمية.
إليك أحدث أسعار الذهب في السوق المصرية بدون احتساب قيمة المصنعية، علمًا أن المصنعية تختلف باختلاف المحافظات ونوع المشغولات:
عيار 24: 5360 جنيهًا
عيار 21: 4690 – 4700 جنيه
عيار 18: 4020 جنيهًا
عيار 14: 3126 جنيهًا
الجنيه الذهب: 37,520 جنيهًا
سعر الأوقية عالميًا: 3332 دولارًا
ويُلاحظ أن الفرق بين سعري البيع والشراء لعيار 21 يبلغ نحو 20 جنيهًا، وهو ما يُعد طبيعيًا نسبيًا في ظل استقرار السوق المحلي خلال ساعات التداول الأولى.
تلعب قيمة المصنعية دورًا محوريًا في تحديد السعر الفعلي للذهب للمستهلك، إذ تتراوح غالبًا ما بين 3 إلى 7% من قيمة الجرام الخام، وقد تزيد أو تنقص حسب طبيعة التصميم، وجهد التصنيع، والشركة المنتجة.
ويُعد عيار 18 من أعلى الأعيرة في قيمة المصنعية نظرًا لتنوع أشكاله وزخارفه، بعكس عيار 24 الذي يُستخدم في صناعة السبائك فقط، وبالتالي تكون قيمة مصنعيته أقل.
مع ترقب صدور بيانات أمريكية جديدة تخص معدلات التضخم والبطالة، يتوقع خبراء أن يشهد الذهب مزيدًا من التذبذب خلال الأيام القادمة، خاصة إذا ما ظهرت مؤشرات توحي بتغيير وشيك في السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي.
وفي حال جاءت البيانات أقل من التوقعات، فقد يتراجع الدولار الأمريكي، ما يعزز صعود الذهب عالميًا، والعكس صحيح. وفي هذا السياق، ينصح المحللون المتعاملين في السوق المحلي بمتابعة تطورات السوق العالمية، وتوقيت الشراء أو البيع بناءً على تحركات البورصات الكبرى.
يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين، خصوصًا في أوقات القلق المالي أو الحروب، وقد شهد العالم في السنوات الأخيرة تزايد الطلب على المعدن الأصفر من قِبل البنوك المركزية والمؤسسات الكبرى، إلى جانب الأفراد الباحثين عن وسيلة لحفظ القيمة في ظل اضطراب العملات وأسواق الأسهم.
ويُنصح المستثمرون، خاصة صغار المتعاملين، بعدم اتخاذ قرارات سريعة، والتركيز على توقيت الدخول والخروج من السوق، واستشارة خبراء ماليين معتمدين قبل ضخ أموالهم في شراء الذهب.
ما بين تحركات البورصة العالمية وحسابات السياسة النقدية، يظل الذهب مؤشّرًا اقتصاديًا حساسًا، يترجم حركة الأسواق، ويعكس التوجهات المستقبلية. وفي الوقت الذي بدأت فيه الأوقية تعاود صعودها تدريجيًا، تترقب الأسواق المحلية التحديث الرسمي للأسعار خلال الساعات القادمة.
ويبقى السؤال الأبرز: هل سيواصل الذهب صعوده خلال الفترة المقبلة، أم أن موجة جديدة من التراجع تلوح في الأفق؟