كتبت ليلي مصطفى
شهدت أسعار الذهب اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 قفزات قياسية على الصعيدين العالمي والمحلي، مدفوعة بتراجع قوة الدولار الأمريكي، وتصاعد حالة القلق وعدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي، وهو ما أعاد الزخم للذهب كأحد أبرز الملاذات الآمنة.
ففي السوق العالمية، تخطى سعر الأوقية حاجز 3400 دولار للمرة الأولى منذ أشهر، بعد أن افتتحت التعاملات عند مستوى قريب من 3350 دولاراً، مستفيدة من تراجع مؤشر الدولار من ذروته، إثر تصريحات كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي عززت آمال الأسواق بقرب خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماع سبتمبر المقبل.
هذا التحرك العالمي انعكس بوضوح على أسعار الذهب في السوق المصرية، حيث قفز سعر جرام الذهب عيار 21 -الأكثر تداولاً بين المصريين- بواقع 40 جنيهاً دفعة واحدة، مسجلاً 4690 جنيهاً، مقابل 4650 جنيهاً عند إغلاق تعاملات الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا الارتفاع أيضاً وسط أجواء مضطربة عالمياً، في ظل تصاعد الحرب التجارية التي أشعلها مجدداً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهديداته بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 20% على واردات السلع الأوروبية بداية من أغسطس المقبل، مما زاد الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن.
كما تترقب الأسواق العالمية عن كثب بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة خلال الأيام القادمة، والتي من شأنها أن تمنح مؤشرات حاسمة حول مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي في الفترة المقبلة، خاصة مع تباين توقعات المحللين والمستثمرين.
ومن المعروف أن العلاقة بين أسعار الفائدة والذهب علاقة عكسية، إذ يؤدي خفض الفائدة إلى زيادة جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً ثابتاً، بينما تراجع الفائدة يعزز من قيمته كأداة تحوط في أوقات الأزمات.
اللافت أيضاً أن أسعار الذهب شهدت الأسبوع الماضي موجة تقلبات عنيفة، حيث ارتفعت الأوقية سريعاً عقب تداول شائعة استقالة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قبل أن يتم نفيها رسمياً، مما دفع الأوقية للتراجع من 3375 دولاراً إلى 3350 دولاراً بنهاية تعاملات الأسبوع.
في ظل هذه المؤشرات، يظل الذهب في موقع الصدارة بين الأصول الآمنة، مع استمرار أجواء التوترات التجارية والمخاوف التضخمية، ما ينذر بمزيد من التحركات السعرية في الأيام المقبلة سواء عالمياً أو محلياً.