الإثنين , سبتمبر 22 2025
أخبار عاجلة

الجمالية.. قلب القاهرة الفاطمية وذاكرة الأزهر وخان الخليلي

كتبت بوسي عواد

في قلب القاهرة القديمة، حيث تختلط الأصوات برائحة البخور، وتتشابك المشربيات مع القباب، يقع حي الجمالية، أحد أعرق أحياء مصر وأكثرها ثراءً بالمعالم التاريخية.

 

تأسس الحي مع نشأة القاهرة الفاطمية في القرن العاشر الميلادي، وكان مقرًّا للقصور والدواوين، ومع مرور القرون صار مركزًا تجاريًا وروحيًا وثقافيًا لا مثيل له. ومن أبرز معالمه الجامع الأزهر، الذي تحوّل من مسجد صغير بناه المعز لدين الله الفاطمي إلى منارة علمية كبرى، استقطبت العلماء وطلاب العلم من كل أنحاء العالم الإسلامي.

 

أما خان الخليلي، فيبقى أيقونة الحي وسوقه الأشهر، حيث تتجاور الورش اليدوية مع التحف الشرقية والمشغولات النحاسية والفضية، ويعد من أبرز مراكز التجارة التقليدية في الشرق الأوسط منذ أكثر من ستة قرون.

 

وتحتضن الجمالية عددًا من أقدم المساجد والمدارس الأثرية، مثل جامع الحاكم بأمر الله ومسجد الأقمر ومدرسة السلطان برقوق، إلى جانب البيوت التاريخية مثل بيت السحيمي، الذي يُعتبر تحفة معمارية فريدة.

 

لكن الجمالية ليست حجارة فقط، بل ذاكرة بشرية أيضًا؛ فقد عاش فيها عدد من الرموز الفكرية والأدبية، وكان الحي مصدر إلهام للكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي جسّد أجواءه في ثلاثيته الشهيرة، لتصبح الجمالية جزءًا من الأدب العالمي.

 

اليوم، ورغم زحام الحياة الحديثة، ما زالت الجمالية تحتفظ بروحها الأصيلة، فهي ليست فقط حيًا أثريًا، بل متحفًا مفتوحًا يروي تاريخ مصر، ويمنح زائريه رحلة زمنية بين الماضي والحاضر.

شاهد أيضاً

الصمت العاطفي.. لغة خفية تكشف ما تعجز عنه الكلمات

كتبت بوسي عواد في عالم يموج بالكلمات والضوضاء، يظل الصمت العاطفي مساحة خاصة تختزن ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *