كتب مصطفى قطب
نددت منظمة مراسلون بلا حدود باعتقال القوات الإسرائيلية لأكثر من عشرين صحفياً دولياً كانوا على متن “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى غزة، مؤكدة أن ما جرى يمثل انتهاكاً خطيراً لحرية الصحافة والحق في الحصول على المعلومات.
وفي بيان صادر مساء الخميس، قال مارتان رو، مسؤول مكتب الأزمات في المنظمة، إن “اعتقال الصحفيين ومنعهم من أداء عملهم يشكلان خرقاً فادحاً للقوانين الدولية، ومراسلون بلا حدود تدين هذا التوقيف غير القانوني الذي استهدف إعلاميين كانوا بصدد تغطية عملية إنسانية غير مسبوقة”.
وبحسب المنظمة الفرنسية، كان على متن الأسطول نحو عشرين صحفياً يمثلون مؤسسات إعلامية عالمية بارزة مثل إل باييس الإسبانية، الجزيرة القطرية، راي الإيطالية، تي آر تي التركية، إضافة إلى الصحفي الفرنسي إيميليان أورباش من صحيفة “لومانيتيه”.
وانطلق “أسطول الصمود” في مطلع سبتمبر من إسبانيا، بمشاركة نحو 45 سفينة تقل مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة، بينهم شخصيات بارزة مثل الناشطة السويدية جريتا تونبرغ، والنائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن. وحملت السفن مساعدات إنسانية من حليب أطفال ومواد غذائية وأدوية موجهة إلى سكان غزة المحاصرة منذ أكثر من 17 عاماً.
مساء الأربعاء، اعترضت البحرية الإسرائيلية الأسطول، بعد تحذير الطواقم بأنها دخلت منطقة تعتبرها إسرائيل ضمن نطاق سيطرتها. ووفق مسؤول إسرائيلي، فقد تم توقيف أكثر من 400 ناشط على متن 41 سفينة في عملية استغرقت نحو 12 ساعة، بينما نُقل الصحفيون المحتجزون على الأرجح إلى ميناء أسدود بين تل أبيب وقطاع غزة.
وأكدت مراسلون بلا حدود أن المؤسسات الإعلامية المختلفة ما زالت تجهل مصير مراسليها، فيما أعلنت نقابة الصحافيين في صحيفة “لومانيتيه” أن الاتصال انقطع بمراسلها أورباش منذ الساعة الثالثة فجر الخميس، معتبرة ذلك “عرقلة غير مقبولة لحق الصحافة”.
يأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه إسرائيل فرض قيود صارمة على عمل الإعلام الدولي في غزة، حيث يُمنع الصحفيون من الدخول إلا برفقة الجيش الإسرائيلي وتحت رقابة مشددة. وتشير إحصاءات المنظمة إلى مقتل أكثر من 210 صحافيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع عقب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
وبينما تتصاعد المطالب الدولية بإطلاق سراح الصحفيين فوراً، اعتبرت مراسلون بلا حدود أن ما حدث ليس مجرد اعتقال عابر، بل هو جريمة إعلامية مكتملة الأركان تهدف إلى حجب الحقيقة عن العالم وإخفاء الانتهاكات بحق المدنيين في غزة.
هل تحبي أضيف فقرة ختامية عن ردود الفعل الدولية (مثلاً مواقف الاتحاد الأوروبي أو منظمات حقوقية أخرى)، ولا تفضلي يظل المقال مركز فقط على بيان “مراسلون بلا حدود”؟