كتبت بوسي عواد
في إطار حرص القوات المسلحة المصرية على تعزيز جاهزية أجهزتها وتنمية قدراتها في مواجهة الطوارئ والأزمات البحرية، نفذ مركز البحث والإنقاذ بوزارة الدفاع التجربة الميدانية “مصر – 11″، والتي تُعد من أكبر وأحدث التجارب العملية في مجال محاكاة حوادث الإنقاذ البحري.
جاءت التجربة بمشاركة فعّالة من عناصر القوات البحرية والجوية، إلى جانب عدد من ممثلي الوزارات المختصة والأجهزة التنفيذية بمحافظة بورسعيد، وجمعية الهلال الأحمر المصري، في نموذج تكاملي يجسد التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة.
وتمثلت التجربة في محاكاة حادث اصطدام بين سفينة ركاب وسفينة حاويات أثناء إبحارهما قبالة سواحل مدينة بورسعيد، ما أدى إلى نشوب حريق بسطح السفينة وسقوط عدد من الركاب في المياه، فضلاً عن تسرب بعض المواد البترولية بموقع الحادث.
وفور تلقي مركز البحث والإنقاذ الإشارة بوقوع الحادث، تم الدفع بطائرة من طراز (هل أوجستا) وعدد من القطع البحرية المجهزة بأطقم متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ والإخلاء والإسعاف، حيث تم تنفيذ مهام الإنقاذ بسرعة واحترافية عالية، مع اتباع كافة إجراءات ونظم السلامة العالمية المعتمدة في هذا المجال.
وأكدت نتائج التجربة نجاح جميع الفرق المشاركة في السيطرة على الموقف خلال زمن قياسي، ما يعكس الاحترافية العالية والتنسيق الدقيق بين القوات المسلحة ومؤسسات الدولة المختلفة في إدارة الأزمات البحرية.
تأتي هذه التجربة ضمن سلسلة من التدريبات التي تنفذها القوات المسلحة بصفة دورية، بهدف رفع كفاءة أجهزة البحث والإنقاذ، وتأكيد قدرة الدولة المصرية على التعامل مع مختلف السيناريوهات الطارئة، بما يضمن سلامة الأرواح والممتلكات والحفاظ على الأمن البحري القومي.
وبذلك تجسد تجربة “مصر-11” رؤية القوات المسلحة في العمل المتكامل والمسبق لمواجهة الأزمات، وترسيخ مبدأ أن الاستعداد الميداني هو أساس الحماية الشاملة في البحر والبر والجو.