الإثنين , أكتوبر 20 2025

السيسي ونظيره الكوري يفتحان آفاقًا جديدة للتعاون العلمي والثقافي بين البلدين

كتب مصطفى قطب

في خطوة جديدة تعكس عمق العلاقات المصرية الكورية وتوجه البلدين نحو تعزيز الشراكة في مجالات التعليم والابتكار والثقافة، بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الكوري لي جاي ميونج، خلال اتصال هاتفي اليوم، آفاق التعاون في مجال التعليم والتعليم العالي، بما في ذلك دراسة إنشاء جامعة كورية في مصر بالشراكة مع المؤسسات التعليمية المصرية.

 

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن المباحثات تناولت كذلك فتح مسارات جديدة لتبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية بين الجانبين، بما يسهم في تطوير منظومة التعليم العالي المصرية وفق المعايير الدولية الحديثة.

 

وأشار الرئيس الكوري إلى أن مصر تُعد أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف مركزًا ثقافيًا كوريًا، كاشفًا عن خطط لافتتاح مركزين ثقافيين جديدين في القاهرة خلال الفترة المقبلة، بهدف نشر الثقافة الكورية وتعزيز التبادل الإنساني والحضاري بين الشعبين.

 

وخلال الاتصال، أعرب الرئيس الكوري عن تقديره البالغ للرئيس السيسي، مثمنًا الجهود المصرية الكبيرة في تسوية الأزمات الإقليمية وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن القاهرة تمثل ركيزة أساسية في دعم جهود السلام والتنمية في المنطقة.

 

كما تبادل الرئيسان التهاني بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أشاد الرئيس الكوري باللقاء المثمر الذي جمع مبعوثه الخاص بالرئيس السيسي في سبتمبر الماضي، مؤكدًا أن الزيارة أسفرت عن نتائج ملموسة تدفع التعاون الثنائي إلى آفاق أوسع.

 

من جانبه، جدّد الرئيس السيسي تهنئته للرئيس الكوري بمناسبة انتخابه رئيسًا للجمهورية في يونيو 2025، وأكد تطلعه إلى استقباله في القاهرة قريبًا، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر كوريا شريكًا استراتيجيًا مهمًا في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتعليم.

 

وتطرق الاتصال إلى جهود ترسيخ نهج السلام على المستوى العالمي، حيث اتفق الرئيسان على أهمية مواصلة الجهود الدولية لخفض التوترات، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في شبه الجزيرة الكورية، مؤكدين أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين.

 

وفي هذا الإطار، استعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية التي أفضت إلى التوصل لاتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، مشددًا على أهمية تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل لضمان استدامة الهدوء واستئناف مسار السلام. وقد أعرب الرئيس الكوري عن تقديره البالغ للدور المصري الحيوي في تسوية النزاعات الإقليمية.

 

كما تناول الاتصال سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث تم الاتفاق على تكثيف الشراكة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات، وصناعة السفن والسيارات، مع التركيز على توطين الصناعات الكورية داخل مصر لتصبح قاعدة إقليمية للتصنيع المشترك.

 

وفي ختام الاتصال، وجّه الرئيس الكوري التهنئة للرئيس السيسي على قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، معتبرًا أنه مشروع حضاري عالمي يرسّخ مكانة مصر كمنارة ثقافية وإنسانية. كما تبادل الرئيسان التهاني بتأهل منتخبي البلدين إلى كأس العالم لكرة القدم 2026، في إشارة إلى عمق العلاقات الودية بين الشعبين المصري والكوري.

 

ويأتي هذا الاتصال تأكيدًا على أن العلاقات المصرية الكورية تتجه نحو مرحلة جديدة من التعاون المتكامل في مجالات التعليم، الثقافة، والابتكار، مما يعكس رؤية البلدين المشتركة لبناء جسور من المعرفة والتنمية تخدم الأجيال القادمة في البلدين.

شاهد أيضاً

فانس في تل أبيب.. واشنطن تختبر جدّية إسرائيل في إنهاء حرب غزة

كتب مصطفى قطب في مشهدٍ سياسي يعكس دقّة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة، تتجه الأنظار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *