كتبت بوسي عواد
في حياة كل منا، قد نصادف نوعًا من الناس الذين حين يشعرون بعدم قدرتهم على إيذائك بشكل مباشر، يلجأون إلى أساليب أخرى أقل شرفًا وأبسطها تشويه صورتك أمام الآخرين. هؤلاء لا يواجهونك وجهاً لوجه، بل يختارون طريقًا خفيًا عبر نشر شائعات وأخبار كاذبة، يهدفون من خلالها إلى تقليل ثقة الناس بك، وإظهارك في صورة غير حقيقية.
لكن هذا السلوك لا يعني أنك ضعيف أو أنك خسرت المعركة، بل على العكس، إنه دليل على أنك في مكان قوي ومؤثر لم يستطيعوا هزّه. هؤلاء الأشخاص يلعبون لعبة التشويه لأنهم يفتقدون القدرة على المواجهة الحقيقية. فهم لا يستطيعون قبول وجود شخص أفضل منهم أو أقوى، لذا يلجأون إلى الطرق الرخيصة مثل الشائعات، الافتراء، والافتراءات التي تهدف إلى تقويض سمعتك بدون أن تتيح لك فرصة الدفاع عن نفسك.
المشكلة الحقيقية ليست معك، بل مع أنفسهم. هم يعانون من شعور بالنقص والغيرة والخوف من فقدان مكانتهم أو فرصهم أمام نجاحك. بدلاً من أن يعملوا على تحسين أنفسهم أو تقبل تفوقك، يختارون الهجوم عليك كحل أسهل لهم.
كيف يمكننا الرد على هذا النوع من الأشخاص؟
أفضل رد هو التجاهل والحكمة. ليس كل معركة تستحق خوضها، وليس كل كذبة تحتاج إلى رد. الحقيقة تظهر مع الوقت، والصورة الحقيقية لك ستظل واضحة لمن يعرفونك حقًا. الصمت في بعض الأحيان هو أقوى رد، إذ يريحك من الإنفاق على طاقة هدرها في الدفاع عن نفسك أمام أشخاص لا يستحقون.
في النهاية، الثقة بالنفس والتمسك بالقيم الشخصية هي السلاح الحقيقي ضد أي محاولة لتشويه الصورة. حافظ على قوتك وكرامتك، ودع الحقائق تتحدث عنك، لأن من يحاولون التشويه سيظلون دائمًا في دائرة الظل، وأنت في دائرة النور.