كتب سيد بدران
تُواصل محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عيسي سراج الدين، اليوم الثلاثاء، ثاني جلسات محاكمة المتهم “نصر الدين. أ”، المعروف إعلاميًا بلقب “سفاح المعمورة”، في واحدة من أبشع قضايا القتل التي شهدتها محافظة الإسكندرية خلال السنوات الأخيرة.
ويُواجه المتهم، البالغ من العمر 52 عامًا ويعمل محاميًا، اتهامات بارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، بينها جريمة قتل زوجته، إلى جانب خطف ضحيتين باستخدام التحايل والإكراه، بهدف تسهيل ارتكاب جرائم سرقة. ومن المقرر أن تستمع المحكمة خلال جلسة اليوم إلى مرافعة النيابة العامة وشهادات الشهود في القضية، تمهيدًا لحسم مصير المتهم.
وكانت النيابة العامة قد أمرت بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات المختصة، بعد أن أسفرت التحقيقات عن أدلة دامغة تؤكد تورطه في الوقائع الثلاث، التي اتسمت جميعها بالعنف الشديد والتخطيط المسبق، حيث تعمد استدراج الضحايا والاعتداء عليهم بوحشية، قبل التخلص منهم بطرق مأساوية.
وتعود تفاصيل القضية إلى سلسلة من البلاغات المتفرقة عن اختفاء سيدات في نطاق منطقة المعمورة بالإسكندرية، قبل أن تكشف التحريات عن تورط المحامي المتهم، الذي استخدم مهنته وذكاءه القانوني في التحايل على ضحاياه وتضليل جهات التحقيق في البداية.
وقد أثارت القضية ردود فعل واسعة في الشارع السكندري والمصري عمومًا، نظرًا لبشاعة الجرائم وتعددها، ما جعل وسائل الإعلام تُطلق عليه لقب “سفاح المعمورة”. ومن المنتظر أن تُشكل جلسة اليوم محطة مفصلية في مسار القضية، خاصة مع عرض النيابة لمرافعتها الرسمية واستعراض أقوال الشهود الذين يُنتظر أن يُسلّطوا الضوء على الجوانب الخفية من الجرائم المرتكبة.
تُعد هذه القضية اختبارًا حقيقيًا لعدالة القضاء المصري، الذي يواصل التعامل مع الجرائم الكبرى بحسم، لضمان الردع العام وتحقيق العدالة لضحايا تلك الحوادث التي تُهز وجدان المجتمع.