كتبت منةالله
في مساء ممطر من عام 1976، كان الفنان عادل إمام يقود سيارته في شارع الهرم متجهًا إلى الجيزة ليلحق بموعد رفع ستار مسرحيته الشهيرة “شاهد ما شافش حاجة”. وكعادة الزعيم، كان يقود بحذر أكبر بسبب الأمطار، إلا أن ما حدث كان غير متوقع. ففجأة، اصطدمت مقدمة السيارة بشيء غير مرئي، مما أدى إلى انحراف السيارة وفقدان توازنها، لتقفز في الهواء قبل أن تستقر على الرصيف.
في هذه الحادثة، اصطدم وجه عادل إمام بالدريكسيون وأصيب بجرح احتاج إلى ست غرز، بينما أصيبت قريبته التي كانت جالسة في المقعد الخلفي بارتجاج في المخ. أما السيارة فقد أصبحت خردة تمامًا. هذا الحادث كان نتيجة حجر من أحجار الرصيف التي تركها العمال في عرض الشارع بدون قصد أو سوء نية.
وبالرغم من الصدمة والإصابات، لم يتخلَ عادل إمام عن حسه الكوميدي، حيث قرر أن يحول هذه الحادثة إلى مواقف كوميدية. وقد أكد أنه كان يجب عليه أن يتوقف كل بضعة أمتار للتأكد من حالة الطريق، أو ربما أن يطلب من شركات السيارات تزويد سياراتهم بأجهزة ردار تكشف عن الأخطار المحتملة في الطريق، مشيرًا إلى أشياء قد تضر السائق مثل أحجار الرصيف أو فتحات المجاري، بل وقد أضاف ضاحكًا: “دي آخر موضة شفتها من كام يوم .. فتحة مجاري غطاها واحد ابن حلال بفرع شجرة”.
وفي نهاية حديثه، قال عادل إمام بابتسامة: “الحمد لله اللي جت على كده قضا أخف من قضا”. هكذا دائمًا، يحول الزعيم المواقف الصعبة إلى مادة كوميدية تملأ القلوب بالضحك.
لكن الحوادث لم تكن الوحيدة التي واجهها عادل إمام في مسيرته، فقد تعرض للعديد من القضايا القانونية أيضًا. في عام 1980، تم حبسه لمدة ثلاثة شهور بسبب خروج عن النص في إحدى مسرحياته، مما جعل محكمة جنح باب شرق بالإسكندرية تصدر حكمًا ضده رغم تفنيد دفاعه عن أفعاله.
لكن على الرغم من هذه المواقف الصعبة، ظل عادل إمام رمزًا من رموز الكوميديا في الوطن العربي، واستمر في تقديم الأعمال التي أسعدت ملايين من جمهوره عبر الأجيال.