كتبت ليلي مصطفى
شهدت أسعار الذهب العالمية استقرارًا نسبيًا خلال الساعات الأولى من تداولات الثلاثاء 29 يوليو 2025، وسط ترقّب الأسواق لنتائج اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في ظل مؤشرات متضاربة حول مستقبل أسعار الفائدة، وهو ما جعل المستثمرين في حالة من الحذر بانتظار أي تحرك قد يغيّر وجه السوق.
تحرك سعر أوقية الذهب في بورصة التداولات العالمية اليوم ما بين 3308 و3330 دولارًا، بعد أن افتتحت الأوقية عند مستوى الإغلاق السابق البالغ 3314 دولارًا. هذا الاستقرار جاء بعد تراجع ملحوظ يوم أمس تجاوز 20 دولارًا نتيجة ضعف الطلب على المعدن النفيس، في ظل تحسن عام في شهية المخاطرة وتراجع التوترات الجيوسياسية.
ويتوقف اتجاه الذهب في المدى القصير على ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيثبّت أسعار الفائدة أو يتجه إلى خفضها. ففي حال التثبيت، تميل أسعار الذهب إلى الاستقرار، أما إذا تم الخفض، فإن المعدن الأصفر مرشّح لموجة صعود جديدة.
استمرار تحسن الدولار الأمريكي بفعل الصفقات التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة واليابان، وتقدّم المفاوضات مع الصين، قلّل من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، ما دفع الخبراء إلى التنبّه لاحتمال حدوث تصحيح في الأسعار خلال النصف الثاني من العام.
تشير تقديرات وكالة رويترز إلى أن أسعار الذهب ستظل فوق مستوى 3000 دولار للأوقية حتى نهاية العام، مع متوسط متوقّع يبلغ 3220 دولارًا. بينما توقعت مؤسسات كبرى مثل جي بي مورجان وجولدمان ساكس بلوغ الذهب 3675 دولارًا للأوقية بنهاية العام، مدعومًا بسياسات نقدية ميسّرة وشراء البنوك المركزية للمعدن الأصفر.
في المقابل، حذّر روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب “الأب الغني والأب الفقير”، من احتمالات هبوط كبير قد يطال الذهب مستقبلًا، مشيرًا إلى إمكانية انخفاض الأوقية بنحو 1820 دولارًا خلال السنوات المقبلة في حال تحسّن الأداء الاقتصادي العالمي واستقرت الأوضاع الجيوسياسية.
يتوقف قرار الشراء حاليًا على نوعية المستثمر وأهدافه:
يعتبر هذا الوقت فرصة مناسبة للشراء، خاصة في ظل توقعات بارتفاعات جديدة على المدى المتوسط والطويل، واستمرار الذهب كأداة فعّالة للتحوط ضد التضخم والاضطرابات السياسية.
من الحكمة الانتظار، حيث قد تشهد الأسواق تصحيحًا سعريًا إذا ما ظهرت مؤشرات على تعافٍ اقتصادي أو قرارات فائدة حاسمة من الفيدرالي، مما يدفع السعر نحو مستويات 3250–3300 دولار.
في ظل الغموض المسيطر على السياسة النقدية الأمريكية وتذبذب الأسواق العالمية، يبقى الذهب في منطقة حساسة بين الاندفاع والانتظار. فهل تكون جلسة اليوم هي بداية لانطلاقة جديدة نحو مستويات قياسية؟ أم أن التصحيح قادم؟ الأيام المقبلة وحدها تحمل الجواب.