كتبت ليلي مصطفى
مع بداية النصف الثاني من شهر أكتوبر، تشهد البلاد تحولًا ملحوظًا في الحالة الجوية، حيث بدأت الأجواء الخريفية تقترب تدريجيًا من الطابع الشتوي، في ظل تأثر مصر بمنخفض جوي في طبقات الجو العليا، وكتلة هوائية باردة قادمة من جنوب أوروبا، ما أدى إلى انخفاض واضح في درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية المعتادة في مثل هذا الوقت من العام.
وقالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، في تصريحات لفضائية إكسترا لايف، إن القاهرة الكبرى تشهد طقسًا معتدلًا نهارًا تتراوح فيه درجات الحرارة العظمى بين 27 و28 درجة مئوية، بينما تميل الأجواء قليلًا إلى الحرارة خلال ساعات الظهيرة، خاصة على المحافظات الجنوبية.
وأضافت أن درجات الحرارة الصغرى تنخفض ليلًا لتتراوح بين 19 و20 درجة مئوية في القاهرة والوجه البحري، بينما تسجل بعض المدن الداخلية ما بين 17 و18 درجة، ما يجعل الأجواء مائلة للبرودة في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر.
وأكدت “غانم” أن نشاط الرياح الذي تصل سرعته إلى نحو 35 كيلومترًا في الساعة، يعزز الإحساس بانخفاض درجات الحرارة، مشيرة إلى أن الرياح تؤثر كذلك على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج السويس، حيث يتراوح ارتفاع الأمواج بين 2 و3 أمتار، مما يستدعي الحذر من قبل قائدي السفن والمراكب الصغيرة.
وأوضحت عضو الأرصاد أن فرص سقوط الأمطار الخفيفة مستمرة على السواحل الشمالية المطلة على البحر المتوسط وشمال الوجه البحري، لكنها غير مؤثرة على الأنشطة اليومية، وتأتي ضمن السمات الطبيعية لموسم الخريف، الذي يشهد عادة تقلبات جوية سريعة بين الحرارة والبرودة.
كما حذرت الأرصاد من تكون الشبورة المائية الكثيفة في ساعات الصباح الباكر وفترات الليل المتأخرة، خاصة على الطرق الزراعية والسريعة القريبة من المسطحات المائية، مطالبة السائقين بتوخي الحذر وخفض السرعة حفاظًا على سلامة الجميع.
وأكدت “غانم” أن هذه الأجواء ستستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي، مع احتمالية استمرار الانخفاض الطفيف في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، لافتة إلى أن الخريف هذا العام بدأ مبكرًا بطابع شتوي واضح نتيجة لتأثر البلاد بكتل هوائية باردة مصدرها القارة الأوروبية.
وفي ختام حديثها، نصحت هيئة الأرصاد المواطنين بضرورة ارتداء الملابس الخريفية خلال فترات الصباح الباكر والعودة من العمل أو المدارس، تجنبًا للتقلبات الحادة بين حرارة النهار وبرودة المساء، مؤكدة أن الاستقرار النسبي في الأحوال الجوية لا يعني غياب التقلبات المفاجئة التي تميز فصل الخريف في مصر.