كتبت بوسي عواد
وصل منذ قليل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الكنيست الإسرائيلي لإلقاء خطاب وُصف بأنه تاريخي ومفصلي في مسار الأحداث بالشرق الأوسط، وذلك في وقتٍ تتجه فيه أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، التي تستضيف اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، قمة شرم الشيخ للسلام برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس ترامب نفسه.
وتأتي زيارة ترامب إلى الكنيست في توقيت بالغ الحساسية، حيث يسعى إلى تعزيز مسار المفاوضات السياسية التي تمهد لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة، في ظل الزخم الدبلوماسي الكبير الذي تشهده قمة شرم الشيخ بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة من مختلف القارات.
ومن المتوقع أن يتناول خطاب ترامب أمام أعضاء الكنيست رؤية الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى إطلاق مفاوضات مباشرة وشاملة بين جميع الأطراف المعنية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن كلمة الرئيس الأمريكي قد تتضمن إعلان مبادرة أمريكية جديدة لتثبيت السلام الدائم، بالتوازي مع المخرجات المنتظرة من قمة شرم الشيخ للسلام، التي يُنظر إليها باعتبارها أكبر تجمع دولي لدعم الاستقرار الإقليمي منذ عقود.
وتشهد قمة شرم الشيخ مشاركة رفيعة المستوى من رؤساء دول وحكومات وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية، من بينها:
«مصر، الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، الأردن، تركيا، الإمارات، إندونيسيا، الهند، باكستان، البحرين، الكويت، سلطنة عُمان، قبرص، اليونان، إيطاليا، أذربيجان، إسبانيا، أرمينيا، والمجر»، إلى جانب سكرتير عام الأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية ورئيس المجلس الأوروبي.
ويرى محللون أن كلمة ترامب في الكنيست تمثل رسالة مزدوجة للعالم: دعم واشنطن الثابت لأمن إسرائيل، وفي الوقت ذاته إصرارها على إنجاح قمة شرم الشيخ بوصفها المنصة الدولية الأهم لإطلاق خطة سلام شاملة تُعيد الأمل لشعوب المنطقة بعد سنوات من الصراعات.
وفي ختام جولته، يُتوقع أن يعود ترامب إلى شرم الشيخ للمشاركة في الجلسة الختامية للقمة، حيث يُنتظر الإعلان عن “إعلان شرم الشيخ للسلام” الذي سيشكل — بحسب مراقبين — خارطة طريق جديدة للشرق الأوسط تقوم على مبادئ الأمن، التنمية، والاحترام المتبادل بين الشعوب.