كتب مصطفى قطب
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، أنه “يود كثيرًا” لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال جولته الآسيوية، في تصريح أثار اهتمام الأوساط السياسية الدولية وسط تساؤلات حول إمكانية عودة واشنطن وبيونج يانج إلى طاولة الحوار بعد فترة طويلة من الجمود الدبلوماسي.
وخلال حديثه للصحفيين على متن طائرته الرئاسية، لم يستبعد ترامب تمديد جولته الآسيوية التي تشمل اليابان يومي الاثنين والثلاثاء، وكوريا الجنوبية الأربعاء والخميس، بعد أن زار ماليزيا الأحد، في إشارة إلى احتمالية عقد لقاء مفاجئ مع كيم في إحدى محطات الجولة.
ويأتي تصريح ترامب في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية لتعزيز نفوذها في منطقة شرق آسيا وموازنة العلاقات بين واشنطن وبكين، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة لإعادة بناء الثقة مع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي سياق متصل، عبّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة، مؤكدًا أنه خرج من لقائه الأخير مع ترامب بانطباع إيجابي حول إمكانية تسوية الملفات الخلافية بين البلدين قريبًا.
وأوضح دا سيلفا، خلال مشاركته في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” المنعقدة في ماليزيا، أن الخلاف التجاري بين الجانبين ناجم عن “معلومات مغلوطة” بشأن الصادرات البرازيلية، مشيرًا إلى أن واشنطن وافقت على عقد اجتماع اقتصادي قريب في العاصمة الأمريكية لمواصلة الحوار.
وقال الرئيس البرازيلي:
> “أمس عقدنا لقاء مع الرئيس الأمريكي، وأشعر أن قناعة راسخة تولدت لدي بأنه قريبًا لن تبقى أي قضايا عالقة بين بلدينا”،
مضيفًا أن ترامب أبدى استعدادًا لزيارة البرازيل، وأنه بدوره مستعد لزيارة واشنطن في إطار مساعٍ لتقوية العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
وأشار دا سيلفا إلى أن التواصل بينه وبين الرئيس الأمريكي أصبح مباشرًا، وأنه يتطلع لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، لافتًا إلى أن قرارات فرض الرسوم الجمركية على المنتجات البرازيلية “ستُراجع قريبًا على أسس أكثر دقة وشفافية”.
ويُذكر أن لقاء الرئيسين الأمريكي والبرازيلي جاء على هامش فعاليات قمة “آسيان” التي جمعت قادة العالم في ماليزيا لمناقشة التحديات الاقتصادية الإقليمية، وسط أجواء من التفاؤل بإمكانية بناء جسور جديدة بين واشنطن وعواصم أمريكا اللاتينية.
يرى مراقبون أن تحركات ترامب في آسيا وحرصه على التواصل المباشر مع الزعماء العالميين — ومنهم كيم جونج أون ولولا دا سيلفا — تعكس عودة الدبلوماسية الشخصية كأداة رئيسية في سياسته الخارجية، ومحاولة لإعادة رسم صورة الولايات المتحدة كلاعب محوري قادر على التأثير في ملفات الأمن والتجارة العالمية في آنٍ واحد.
المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة