كتبت بوسي عواد
شهدت مدينة إسطنبول التركية انطلاق مفاوضات ثلاثية رفيعة المستوى، تجمع بين أوكرانيا والولايات المتحدة وتركيا، في خطوة جديدة نحو كسر الجمود في مسار التسوية السياسية للنزاع الروسي الأوكراني، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الأوكرانية صباح اليوم.
وأفادت الخارجية الأوكرانية عبر قناتها على “تيلجرام”، بأن رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك ووزير الخارجية أندريه سيبيجا وصلا إلى إسطنبول للمشاركة في الاجتماع، حيث ظهرا في صور رسمية إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والوزير التركي هاكان فيدان، في مؤشر على الاهتمام الدولي المتزايد بإحياء مفاوضات السلام.
تأتي هذه المفاوضات التمهيدية في وقت كان من المفترض أن يُعقد فيه اجتماع خماسي يوم أمس الخميس، يجمع وفودًا من روسيا وأوكرانيا وتركيا، إلا أنه تم تأجيله دون إعلان رسمي عن السبب.
وكان قد وصل إلى إسطنبول أمس وفد روسي رفيع يرأسه فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي، ويضم في عضويته كلًا من ميخائيل جالوزين نائب وزير الخارجية، وإيجور كوستيوكوف رئيس إدارة الاستخبارات العسكرية، وألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي.
ووفق مصادر في وزارة الخارجية التركية، فإنه من المقرر أن يُعقد الاجتماع الروسي-الأوكراني اليوم الجمعة في تمام الساعة 12:30 ظهرًا بتوقيت إسطنبول، على أن تسبقه المفاوضات الثلاثية الجارية حاليًا بين الوفود الأمريكية والأوكرانية والتركية، لبحث الضمانات الأمنية ومسارات وقف إطلاق النار المحتملة.
يرى مراقبون أن استضافة تركيا لهذه الجولة من المفاوضات يعزز من دورها كوسيط محوري في الأزمة الأوكرانية، لاسيما أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع كل من موسكو وكييف، وتشارك في الوقت نفسه ضمن التحالفات الغربية.
ورغم مشاركة يرماك وسيبيجا، إلا أن وسائل إعلام أوكرانية أشارت إلى أن الثنائي لا يُعدان جزءًا رسميًا من الوفد التفاوضي المعتمد من قبل الرئيس زيلينسكي، مما يثير تساؤلات حول الصفة الرسمية لهذا اللقاء وإمكانية تحويله إلى مسار موازٍ أو غير مباشر للوساطة.
تعكس التحركات في إسطنبول ديناميكية جديدة في المشهد الدبلوماسي، وسط محاولات حثيثة من القوى الإقليمية والدولية لإعادة إحياء مسارات التفاوض، على أمل الوصول إلى تسوية توقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. فيما تبقى الأنظار موجهة إلى الساعات القادمة، وما إذا كانت ستشهد انفراجة حقيقية أم مجرد جولة أخرى من اللقاءات دون نتائج ملموسة.