المحطة الإحبارية جريدة إليكتورنية شاملة
كتبت بوسي عواد
في خطوة مفاجئة تنذر بجولة جديدة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته التصعيدية بإعلانه نية بلاده فرض رسوم جمركية قاسية على واردات أوروبية، إلى جانب تهديد صريح لشركة “آبل”، يضع علامتها التجارية في قلب المواجهة.
وأكد ترامب أنه اعتبارًا من 1 يونيو المقبل، ستُفرض رسوم بنسبة 50% على الواردات الأوروبية، و25% على كل هاتف “آيفون” يُباع داخل أمريكا دون أن يُصنع على أراضيها.
وبرر هذه القرارات بأن الاتحاد الأوروبي يستفيد من امتيازات تجارية غير عادلة دون تقديم مقابل حقيقي، مشيرًا إلى أن تعامل أوروبا بات “أكثر تعنتًا” من الصين، الخصم الاقتصادي التقليدي لواشنطن.
تأثير الصدمة كان فوريًا، إذ تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 1.5%، بينما هبط مؤشر Eurostoxx 600 الأوروبي بنسبة 2%، في حين سجلت أسهم “آبل” انخفاضًا بنسبة 3.5% خلال تداولات ما قبل السوق.
وفي رد سريع، قال المفوض التجاري الأوروبي ماروس سيفكوفيتش إن الاتحاد الأوروبي لا يرضخ للتهديدات، مؤكدًا أن التكتل “مستعد لحماية مصالحه بكل الوسائل الممكنة”، رغم تمسكه بمبدأ الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل.
ويرى خبراء أن هذا التصعيد الأمريكي قد يشعل حربًا تجارية غير محسوبة العواقب بين حليفين تاريخيين، في وقت تحتاج فيه الأسواق العالمية إلى الاستقرار، وليس المزيد من الاضطرابات. وتوقع بعض المحللين أن يرد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم انتقامية على السلع الأمريكية، ما قد يؤدي إلى شلل في سلاسل التوريد وتهديد مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.
الأسواق تترقب، والمستثمرون يترنحون وسط ضبابية المشهد، بينما تتحول حرب الرسوم الجمركية إلى معركة سيادة اقتصادية قد تعيد رسم خريطة التجارة الدولية.
