الثلاثاء , يوليو 8 2025

السجن 15 سنة لسائق النقل و5 سنوات لمالك السيارة في حادث إقليمي المنوفية

كتب سيد بدران

في لحظة فارقة أعادت شيئًا من السكينة لقلوب مكلومة، أصدرت محكمة جنايات شبين الكوم، برئاسة المستشار إيهاب عصمت، حكمها العادل في قضية شهيدات لقمة العيش اللاتي لقين حتفهن في حادث مأساوي على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، حيث قضت المحكمة بـحبس سائق النقل الثقيل 15 عامًا، ومالك السيارة 5 سنوات، بعد ثبوت مسؤوليتهما عن الحادث.

 

وجاء الحكم ليُسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إيلامًا، والتي هزت الرأي العام، لما حملته من تفاصيل موجعة لفتيات خرجن بحثًا عن لقمة عيش شريفة، وانتهى بهن الحال ضحايا على الأسفلت، نتيجة الاستهتار والإهمال.

 

لم تتمالك أسر الضحايا دموعهم عقب النطق بالحكم، حيث خيمت مشاعر مختلطة من البكاء المر والارتياح العميق داخل قاعة المحكمة، إذ رأى ذوو الفتيات في الحكم قصاصًا مستحقًا لأرواح بناتهم، وردًا لشيء من الاعتبار الإنساني والمعنوي بعد الفاجعة.

 

ووصل أهالي الضحايا إلى مقر محكمة جنايات شبين الكوم في وقت متأخر من صباح اليوم، قبل بدء الجلسة الأخيرة، وسط حضور أمني مكثف وإجراءات مشددة لتأمين المحاكمة التي شغلت الرأي العام المحلي.

 

كانت محافظة المنوفية قد شهدت حادثًا أليمًا منذ أسابيع قليلة، حيث اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بعدد من العاملات خلال توجههن إلى عملهن، ما أسفر عن وفاة عدة فتيات في حادث وُصف حينها بأنه نتيجة رعونة القيادة وعدم الالتزام بقواعد المرور، فضلًا عن الإهمال الجسيم من قبل مالك السيارة الذي سمح بتشغيلها دون اتخاذ إجراءات السلامة.

 

اعتبر الكثيرون الحكم الصادر نقطة تحول في محاسبة المتسببين في الحوادث الجماعية التي تزهق أرواح الأبرياء دون ذنب، حيث أرسى القضاء مبدأ واضحًا بأن العدالة لا تتهاون مع الإهمال الجسيم والقيادة المتهورة، خاصة حين تكون ضحاياه من الفئات البسيطة التي تناضل من أجل قوت يومها.

 

وأكد حقوقيون ومراقبون أن الحكم يعكس يقظة العدالة المصرية، وحرصها على إنصاف الضحايا وتحقيق الردع العام، مطالبين بتشديد الرقابة على شركات النقل، وإخضاع السائقين لفحوص دورية، وتفعيل منظومة السلامة على الطرق لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.

 

في نهاية جلسة النطق بالحكم، بدا مشهد مغادرة أسر الضحايا للمحكمة وقد اختلطت الدموع بالدعاء، وكأن صوت العدالة أعاد إليهم بعضًا من الإيمان بأن الحق لا يضيع، وأن أرواح الشهيدات لم تذهب سدى.

 

ويبقى الحادث تذكرة مؤلمة بضرورة الوقوف بقوة في وجه الإهمال والاستهتار، وتأكيدًا على أن أرواح البسطاء تستحق الحماية والعدالة، كما تستحقها الأرواح جميعًا.

شاهد أيضاً

السيطرة علي حريق محدود بسنترال رمسيس والحماية المدنية تفرض طوقًا أمنيًا

كتب مصطفى قطب شهدت منطقة وسط القاهرة صباح اليوم حالة من الاستنفار الأمني، إثر نشوب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *