كتب محمد نادر
كشف الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، عن تفاصيل الجهود المكثفة التي بُذلت للسيطرة على حريق سنترال رمسيس، مؤكدًا أن الحريق مثّل تحديًا كبيرًا نظراً لوقوع السنترال في منطقة مكتظة بالسكان وتحيط به العديد من المباني الحكومية والمكاتب الإدارية الحيوية.
وأشار المحافظ إلى أن عمليات الإطفاء واجهت صعوبات كبيرة بسبب طبيعة الموقع الجغرافي، إلا أن قوات الدفاع المدني تمكنت من السيطرة الكاملة على الحريق ومنع امتداده إلى المباني المجاورة، مضيفًا أن فرق الإنقاذ نجحت في إخراج عدد من العاملين الذين احتموا بسطح المبنى أثناء اندلاع الحريق.
وفي خطوة لتقييم الأضرار والتأكد من سلامة المبنى عقب الحادث، أوضح صابر أنه تم تشكيل لجنة هندسية متخصصة من كلية الهندسة بجامعة عين شمس لإجراء معاينة فنية دقيقة لمبنى السنترال، لافتًا إلى أن عربات الإطفاء لا تزال متواجدة حتى الآن للمتابعة والتأكد من عدم تجدد الحريق.
وفيما يخص تأثير الحريق على خدمات الإنترنت، أكد المحافظ أن الحريق تسبب في تعطيل الخدمة بعدد من المناطق الحيوية، أبرزها وسط البلد، موضحًا أن الخدمة عادت بنسبة 50% حتى الآن، مع وعد بعودتها كاملة غدًا الأربعاء.
كما أثنى على الجهود الجبارة التي تبذلها الشركة المصرية للاتصالات، مشيرًا إلى أنها تعمل بشكل متواصل لإعادة الربط بين سنترال رمسيس وباقي السنترالات الفرعية، وتوفير بدائل لضمان عدم انقطاع الخدمات الأساسية عن المواطنين.
وحول أسباب الحريق، أوضح المحافظ أن الأمر لا يزال قيد التحقيق، وأن النيابة العامة هي الجهة الوحيدة المختصة بتحديد الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق، مشيرًا إلى أنه لم يتم بعد التوصل لسبب واضح حتى الآن.
وبخصوص المصابين، طمأن المحافظ المواطنين مؤكدًا أن جميع الحالات خرجت من المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم، عدا حالتين فقط لا تزالان تحت المتابعة الطبية، وحالتهما مستقرة.
وفي إطار ضمان استمرارية العمل الحكومي، أكد محافظ القاهرة أنه تم تفعيل بدائل لجميع أرقام الخدمات العامة، كما تعمل المراكز التكنولوجية بالأحياء بكفاءة كاملة لتقديم خدمات المواطنين دون تأثر يُذكر، في إشارة إلى سرعة اتخاذ إجراءات احترازية لمنع تعطل المصالح العامة.
تؤكد تصريحات محافظ القاهرة أن الأزمة باتت تحت السيطرة الكاملة، بفضل التعاون بين الجهات الأمنية والتنفيذية والفنية، في مشهد يعكس كفاءة منظومة الطوارئ واستعداد الدولة لمواجهة الكوارث بشكل سريع ومدروس.
ويترقب الجميع ما ستكشف عنه النيابة العامة من نتائج التحقيقات، بينما تواصل الدولة جهودها في إعادة الأمور إلى طبيعتها وضمان استمرار الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الإنترنت، في قلب العاصمة.