كتب محمد نادر
في تحرك عاجل يهدف لاستعادة الخدمات الأساسية للمواطنين، أعلن الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، عن عودة تدريجية لخدمة الإنترنت بمنطقة وسط البلد بعد العطل الذي نتج عن حريق سنترال رمسيس مساء أمس الإثنين، مؤكدًا أن نسبة عودة الخدمة بلغت 50% حتى مساء اليوم، على أن يتم استعادة الخدمة بشكل كامل غدًا الأربعاء.
وأكد صابر، في تصريحات خاصة لـ”بوابة أخبار اليوم”، أن الجهات المعنية بذلت جهودًا مكثفة خلال الساعات الماضية لإصلاح الأضرار الفنية التي لحقت بالبنية التحتية لشبكات الإنترنت والاتصالات، مشيرًا إلى أن الفرق الفنية تعمل على مدار الساعة لضمان إعادة الخدمة في أقرب وقت.
وكانت منطقة وسط البلد، وخاصة محيط الأزبكية ورمسيس، قد تأثرت سلبًا جراء الانقطاع المفاجئ في خدمات الإنترنت والاتصالات نتيجة حريق اندلع في الطابق السابع من مبنى السنترال الرئيسي، والذي يضم تجهيزات حيوية للبنية التحتية الرقمية.
وشهدت عدة منشآت ومؤسسات تعطلاً جزئيًا في أعمالها، خاصة تلك التي تعتمد على الاتصال الفوري بالإنترنت، فيما جرى تفعيل مسارات اتصال بديلة بشكل طارئ لضمان استمرارية بعض الخدمات.
وأجرى الدكتور إبراهيم صابر جولة ميدانية ثانية لتفقد موقع الحريق، رافقه خلالها عدد من المسؤولين التنفيذيين، للوقوف على آخر المستجدات، ومتابعة أعمال التبريد ورفع آثار الحريق، إضافة إلى متابعة أعمال صيانة الكابلات وأجهزة الربط الشبكي.
وأشاد نائب المحافظ بتعاون الجهات الأمنية، والحماية المدنية، وشركات الاتصالات، مؤكدًا أن الأزمة تحت السيطرة، وأن القاهرة تعمل على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها بأقصى سرعة.
وأكد صابر أن هناك توجيهات مباشرة من محافظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال، بسرعة التعامل مع أي تبعات للحادث، وتشكيل لجنة فنية لمراجعة كفاءة خطوط الاتصال في المنطقة، لتلافي أي أعطال مستقبلية.
كما أشار إلى أن هناك خططًا طارئة لتعزيز البنية التحتية الرقمية في وسط البلد والمناطق المجاورة، من خلال دعم السنترالات الفرعية وربطها بمراكز بديلة، ضمن رؤية استراتيجية لتأمين الخدمات الحيوية للعاصمة.
تعكس سرعة التعامل مع أزمة الإنترنت بعد حريق سنترال رمسيس جاهزية منظومة الطوارئ بالقاهرة، وقدرتها على امتصاص الأزمات المفاجئة، خاصة في منطقة مركزية تمثل قلب الحياة الإدارية والتجارية بالعاصمة.
ومع عودة الخدمة تدريجيًا، ينتظر المواطنون والمستخدمون في منطقة وسط البلد العودة الكاملة لشبكة الإنترنت غدًا، ما يؤكد قدرة الدولة على التعامل السريع مع الكوارث التقنية، وتحقيق استقرار رقمي متكامل يخدم المواطن والاقتصاد في آنٍ واحد.
تجسد هذه الأزمة تحديًا نجحت القاهرة في تجاوزه بسرعة وفعالية، حيث أكدت القيادات التنفيذية أن السلامة الرقمية أصبحت خطًا أحمر لا يمكن التهاون فيه، وأن الجهود مستمرة لضمان تحسين البنية التحتية الرقمية وتأمينها من أي أخطار محتملة في المستقبل.