السبت , مايو 24 2025

شهادة أب مفجوع تهز أروقة المحكمة في قضية انفجار خط غاز الواحات

كتب سيد بدران

شهدت قاعة محكمة جنح أكتوبر اليوم مشهدًا إنسانيًا مؤلمًا، حين وقف عصام، والد أحد ضحايا انفجار خط غاز الواحات، ليسرد تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة ابنه، محمد عصام، الذي فارق الحياة بعد ستة أيام من الصراع مع الحروق داخل مستشفى أهل مصر.

 

كان محمد، البالغ من العمر 34 عامًا، يقود سيارته برفقة صديقيه مصطفى حجازي ومحمد علي، في طريقهم إلى الواحات، عندما التهمت النيران المركبة إثر انفجار خط الغاز في 30 أبريل الماضي، في حادث مروع أسفر عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 16 آخرين.

 

قال الأب، بصوت اختلط بالألم والانكسار:

“من التجمع للوحات.. ساعتين مروا علينا كأنهم عشر ساعات من الجحيم.”

وأشار إلى أن ابنه أصيب بحروق بلغت 55% في البداية، وارتفعت لاحقًا إلى 65% نتيجة تدهور حالته الصحية. لم يتحدث محمد طوال فترة العلاج، كأن الجراح كانت أعمق من أن تُقال.

 

وفي ليلة رحيله، طلب محمد أن يبيت أحد بجانبه، للمرة الأولى. ثم اتصل بوالدته في مكالمة وداع لم تكن تدري أنها الأخيرة، وقال لها: “وحشتيني يا ماما.. وبحبك.”

وفي صباح اليوم التالي، كانت الستائر البيضاء قد أُسدلت على سريره، وأُبلغت العائلة بأن عضلة القلب توقفت.

 

أكد الوالد المكلوم أن محمد كان نموذجًا للشاب الطموح الناجح، حصل على وسام شرف من الولايات المتحدة تكريمًا لإنجازاته المهنية، وكان يستعد لبداية جديدة، لكن الإهمال أنهى حلمه إلى الأبد.

 

وتزامن ذلك مع بدء أولى جلسات محاكمة 6 من مسؤولي شركة مقاولات ومكتب استشارات هندسية، متهمين بالإهمال الجسيم الذي تسبب في هذه الكارثة. وتنتظر الأسر الثكلى أن تحقق العدالة المنتظرة، ولو بعد فوات الأوان.

 

الحادث لم يسرق فقط أرواحًا، بل كشف عن ثغرات خطيرة في منظومة السلامة، ودفع بالأهالي للمطالبة بمحاسبة كل مسؤول تسبب في هذا المشهد المفجع، حتى لا يتكرر مجددًا.

شاهد أيضاً

القبض على سائق النقل المتسبب في كارثة دائري المنيب

كتب سيد بدران تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بقيادة اللواء سامح الحميلي مساعد وزير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *