الجمعة , مايو 23 2025

كيف غيّرت السوشيال ميديا ملامح المجتمع وصنعت نجوماً من خلف الشاشات

كتبت بوسي عواد

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لملايين المستخدمين حول العالم، وفي مصر تحديدًا، برزت منصات مثل تيك توك، إنستجرام، فيسبوك، تليجرام، تويتر، وسنابشات كوسائل رئيسية للتفاعل الاجتماعي ومشاركة المحتوى، بل وتحقيق الشهرة والربح أيضًا.

 

هذه المنصات لم تعد تقتصر على التواصل الشخصي أو الترفيه، بل تحولت إلى ساحات واسعة لنمو ظاهرة “البلوجرز” أو “المؤثرين”، وهم أشخاص يستثمرون مواهبهم أو حياتهم اليومية لصناعة محتوى جذاب، قادر على اجتذاب آلاف وربما ملايين المتابعين. ومع هذا الانتشار، بدأت التأثيرات النفسية والمجتمعية تأخذ حيزًا من النقاش، خاصة أن المحتوى المقدم بات يشكل سلوكيات الجمهور، ويوجه آراءه وقيمه، سواء بوعي أو بدونه.

 

لم يعد التأثير الإعلامي حكرًا على القنوات الفضائية أو الصحف، بل أصبح هاتف ذكي واتصال بالإنترنت كفيلين بصنع “نجم رقمي”. هؤلاء المؤثرون باتوا يلعبون دورًا بارزًا في الترويج للمنتجات والخدمات، وأحيانًا في إثارة الجدل أو تبني قضايا مجتمعية. لكن هذا الدور المتنامي يفتح أبوابًا للانتقاد، خصوصًا عندما يصبح التفاعل الافتراضي بديلًا عن العلاقات الواقعية، أو حين يُستخدم التأثير كستار لأغراض مشبوهة، كما كشفت بعض القضايا مؤخراً.

 

من الإخراج إلى التأثير عبر الموسيقى: نموذج ياسر عبد الرازق

في قلب هذا المشهد، يبرز صعود عدد من المبدعين الذين استخدموا هذه المنصات بشكل إيجابي، مثل ياسر عبد الرازق، الذي استطاع أن يدمج بين شغفه بالموسيقى ومهاراته البصرية في الإخراج، ليخلق محتوى فنيًا مميزًا على تيك توك. لم يكن هدفه الشهرة فقط، بل تقديم تجربة فنية تحاكي الجمهور وتلمس ذوقه، وهو ما ساهم في تكوين قاعدة جماهيرية واسعة خلال فترة وجيزة.

 

في النهاية، لا يمكن إنكار أن السوشيال ميديا أصبحت القوة الخفية التي تعيد تشكيل وعينا الجمعي، وتعيد تعريف مفاهيم الشهرة، النجاح، وحتى الحقيقة. ومع توسع نفوذ المؤثرين، يبقى التحدي الأكبر في كيفية تنظيم هذا الفضاء الرقمي، وموازنة التأثير الإيجابي بالمسؤولية الأخلاقية.

شاهد أيضاً

فضل العشر الاوائل من ذي الحجة

كتبت خيرية غريب   العشر الأوائل من ذي الحجة أيام مباركة، وهي من أفضل الأيام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *