بقلم بوسي عواد
بداية التخطي مش مجرد لحظة، دي قرار يومي بيبدأ من وعيك إنك مش بتفقد شخص، أنت بتفقد مصدر وجع.
لما تخرج من علاقة مؤذية، طبيعي جدًا تحن، لكن الحنين مش للشخص، الحنين بيكون للإحساس اللي كنت بتحسه.
الفرحة، الاهتمام، الدفى، وكل الحاجات اللي اتزرعت جواك في وقت جميل. بس متخدعش نفسك، لأن مفيش إنسان طبيعي هيحن لمصدر خذلان وقسوة وألم، إلا لو فقد إحساسه بقيمته.
اللي بيحصل بعد الانفصال المؤلم بيشبه حالة “انسحاب السحر من الجسم
العلاقة كانت عاملة زي تعويذة سحرية: تخليك طاير فوق، وبعدين تنهار فجأة. الانفصال بيكسر السحر، وجسمك ونفسك بيحاولوا يتأقلموا.
وده بياخد وقت وصبر. لو صبرت، هتتعافى. لو استسلمت، هتفضل عبد للسحر ده، وتقع في فخ العلاقة المؤذية من تاني، بس المرة دي بإرادتك!
واجه نفسك، أكتب المواقف اللي وجعتك، صفات الشخص اللي كسرك.
عبّر عن مشاعرك، بصوت عالي أو كتابة، ابكي، زعّق، بس متكتمش.
خلّص من كل حاجة بتفكرك بيه، الصور، الرسائل، حتى الأماكن.
متبرمجش عقلك على الضعف، متقولش “مش قادر أنسى”، قول: “أنا هتخطى، حتى لو موجوع”.
أوعى تنسى إن التعود وهم بيخدعك.
الدماغ بيتعود على وجود شخص معين، بس زي ما اتعودت عليه، هتتعود على غيابه. بس خليك صبور، واستحمل فترة الانسحاب دي، لأن بعدها هتبدأ تحس بحرية حقيقية.
أكتب أولوياتك في شريك حياتك، وشوف الشخص اللي فات كان بيحقق منها إيه؟
متجمّليش الصورة، متدورش على مبررات، لأن لو كان يستحقك مكنش كسرك.
متفكرش في الانتقام، ولا تستنى karma، سيبها لربنا، وادعي:
“اللهم أرني ثأري فيمن ظلمني وقرّ عيني به… اللهم إني مغلوب فانتصر”.
متراقبوش، لأنك لو شفته عايش طبيعي، هتتقهر، والجرح هيزيد.
خد القرار من غير تردد.
لو في شخص مؤذي، متتأخرش في الخروج من العلاقة، لأن التأجيل بيطول الألم.
ومتنساش، الجواز مش هدف، هو وسيلة. والوسيلة دي لو كانت مع الشخص الغلط، هتتحول لقيد وسجن.
في النهاية: القوة مش إنك تمشي، القوة إنك متبصش وراك.
اللي بيبيعك عشان راحته، ميستاهلكش حتى ذكراك.
ولو كنت أنت السبب في خسارة شخص كويس، اتعلم، لأن الألم وقتها هو العقاب العادل… والتوبة هي إنك متكررهوش.
افتكر دايمًا: “المتغطي بشخص غلط… عريان”.
والستر الحقيقي من ربنا، ومن راحة البال اللي بتبدأ بخطوة تخلي عن الألم، مش التمسك بيه.