الثلاثاء , أغسطس 12 2025

الغدد… سر الحياة الداخلية في أجسادنا

بقلم د/ مى غريب 

هل فكرت يومًا أن جسدك يعمل بدقة وكأنه مدينة تكنولوجية متقدمة؟

لكل منطقة فيها قائد مسؤول، وهذه القادة الصامتة هي “الغدد”، رغم صغر حجمها، إلا أن تأثيرها واسع وعميق يصل لكل خلية ونبض ومزاج.

 

 ما هي الغدد؟

الغدد هي أعضاء صغيرة منتشرة في الجسم، وظيفتها الأساسية إفراز مواد كيميائية تسمى “الهرمونات” التي تنتقل عبر الدم وتؤثر في كل وظائف الجسم الحيوية مثل النمو، والنوم، والطاقة، والتكاثر، والمزاج، والشهية.

أنواع الغدد:

1. الغدد الصماء: لا تحتوي على قنوات، وتفرز هرموناتها مباشرة في الدم، مثل الغدة الدرقية والغدة النخامية.

2. الغدد القنوية: تفرز إفرازاتها عبر قنوات، مثل الغدد العرقية واللعابية.

3. الغدد المختلطة: لها وظيفة مزدوجة، مثل البنكرياس الذي يفرز الإنسولين في الدم وإنزيمات هضمية في الجهاز الهضمي.

 الغدد الرئيسية في الجسم ووظائفها:

الغدة النخامية: تُعرف باسم “المايسترو” لأنها تتحكم في عمل باقي الغدد.

الغدة الدرقية: مسؤولة عن التحكم في معدل الأيض والطاقة.

الغدة الكظرية: تنتج هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

البنكرياس: ينظم مستويات السكر في الدم من خلال هرمون الإنسولين.

الغدد التناسلية: تشمل الخصيتين والمبيضين، وتتحكم في إفراز الهرمونات الجنسية.

 أمراض الغدد الشائعة:

قصور الغدة الدرقية: يسبب بطء في الحركة، زيادة في الوزن، اكتئاب، وبرودة في الأطراف.

فرط نشاط الغدة الدرقية: يؤدي إلى خفقان القلب، فقدان الوزن، العصبية، والأرق.

السكري: نتيجة نقص الإنسولين أو مقاومة الخلايا له.

تكيس المبايض: اضطراب هرموني شائع يؤثر في التبويض والوزن والدورة الشهرية.

متلازمة كوشينغ: تنتج عن زيادة هرمون الكورتيزول وتؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع الضغط وتغيرات مزاجية.

 كيف نحافظ على صحة الغدد؟

النوم الكافي يساعد على تنظيم الهرمونات خاصة هرمون النمو والتوتر.

ممارسة النشاط البدني المنتظم تدعم إفراز هرمونات السعادة وتنظم السكر.

الابتعاد عن التوتر قدر الإمكان لأن ارتفاع الكورتيزول يؤثر سلبًا على معظم الغدد.

الحفاظ على وزن صحي لتجنب خلل الهرمونات الناتج عن السمنة.

تناول غذاء متوازن يدعم عمل الغدد ويمنحها المواد اللازمة للإفراز.

 التغذية ودورها في دعم صحة الغدد

الغدد لا تستطيع إفراز هرموناتها بكفاءة دون توفر المواد الغذائية الأساسية، حيث يعتمد عملها على توفر عناصر دقيقة تساعد على التركيب والإفراز والتوازن.

 أهم العناصر الغذائية الداعمة للغدد:

اليود: ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية. مصادره تشمل المأكولات البحرية والملح المدعّم.

السيلينيوم: يحمي الغدة الدرقية من الإجهاد التأكسدي. يوجد في البيض والمكسرات.

الزنك: يعزز المناعة وينظم الهرمونات التناسلية. متوفر في اللحوم والبذور.

فيتامين د: له دور في توازن المناعة والغدة الجار درقية، ويُكتسب من التعرض للشمس.

فيتامينات ب المركبة: تلعب دورًا في إنتاج الطاقة وتحسين الحالة المزاجية.

أحماض أوميغا 3: تقلل الالتهابات وتدعم عمل الغدة الكظرية والمزاج العام.

 ماذا يضعف الغدد؟ تجنّب ما يلي:

الإفراط في تناول السكريات يجهد البنكرياس ويزيد فرص الإصابة بالسكري.

تناول الدهون المتحوّلة يعطل حساسية الخلايا للإنسولين.

كثرة الصويا قد تؤثر سلبًا على وظائف الغدة الدرقية، خاصة عند من لديهم استعداد وراثي.

الإكثار من الكافيين يحفّز الغدة الكظرية بشكل مفرط وقد يسبب إنهاكها.

 نموذج يوم غذائي يدعم الغدد:

الإفطار: بيض مسلوق، خبز حبوب كاملة، شريحة أفوكادو

وجبة خفيفة: مكسرات غير مملحة، تمر

الغداء: دجاج مشوي، خضار سوتيه، أرز بني

العشاء: زبادي طبيعي، ثمرة فاكهة موسمية

الغدد هي الجهاز الخفي الذي يدير إيقاع الحياة في أجسامنا.

هي المايسترو الصامت، لا نراها، لكن أثرها نلمسه في كل نشاط وشعور ونبض.

والغذاء الجيد ليس فقط مصدرًا للطاقة، بل هو وقود للغدد، ومفتاح لتوازن الهرمونات، ودرع وقاية من أمراض صامتة قد تبدأ بإهمال بسيط.

 

الغدد لا تطلب الكثير… فقط نم جيدًا، كل بذكاء، تحرك باعتدال، وهدئ من روعك

شاهد أيضاً

الصحة تنفي شائعة وفاة 4 أشقاء بالالتهاب السحائي

كتبت بوسي عواد أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا حاسمًا، ردًا على ما تم تداوله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *