الثلاثاء , أغسطس 12 2025

آلم الرأس ..مابين الوهم والحقيقة

بقلم  د/مى غريب

 ما هو الصداع؟

الصداع هو ألم أو انزعاج في الرأس أو أعلى الرقبة، ويُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لزيارة الطبيب أو الصيدلية. يختلف في شدته وسببه، وقد يكون عرضًا لحالة صحية أو مرضًا بحد ذاته.

 أنواع الصداع:

ينقسم الصداع إلى نوعين رئيسيين:

أولاً: الصداع الأولي (Primary Headaches)

ليس ناتجًا عن مرض آخر، ومنه:

1. الصداع التوتري (Tension Headache):

أكثر الأنواع شيوعًا.

سببه: التوتر العضلي أو النفسي.

الأعراض: ألم ضاغط على الجانبين أو مؤخرة الرأس.

2. الصداع النصفي (Migraine):

يأتي على شكل نوبات.

أعراضه: ألم نابض غالبًا في جهة واحدة، مع غثيان وحساسية للضوء أو الصوت.

قد يسبقه ما يسمى بـ”الأورة” (اضطرابات بصرية أو حسية قبل الهجمة).

3. الصداع العنقودي (Cluster Headache):

نادر لكن مؤلم جدًا.

يأتي في مجموعات أو “عنقود” خلال فترة زمنية.

ألم حاد جدًا خلف أو حول العين، ويصاحبه دموع واحتقان أنفي.

ثانيًا: الصداع الثانوي (Secondary Headaches)

ناتج عن سبب عضوي أو مرضي مثل:

التهاب الجيوب الأنفية.

ارتفاع ضغط الدم.

الحمّى.

إصابات الرأس.

مشاكل في العين (مثل الإجهاد البصري).

تناول أدوية معينة أو الانسحاب منها (مثل الكافيين أو المسكنات).

 أسباب شائعة للصداع:

قلة النوم أو اضطراب مواعيده.

الجفاف (قلة شرب الماء).

الضوضاء المفرطة أو الإضاءة القوية.

الجوع أو انخفاض سكر الدم.

الإجهاد النفسي أو الضغط العصبي.

مشاكل الرقبة والعمود الفقري.

تغيرات هرمونية (مثل فترة الدورة الشهرية أو الحمل).

استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة.

 طرق التشخيص:

أخذ التاريخ الطبي المفصل (نوع الألم، توقيته، الأعراض المصاحبة).

الفحص العصبي.

أحيانًا يُطلب تصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية إذا كان الصداع شديدًا أو مفاجئًا أو مختلفًا عن المعتاد.

العلاج:

أولاً: العلاج الدوائي (حسب النوع):

مسكنات الألم مثل: باراسيتامول – إيبوبروفين – نابروكسين.

أدوية خاصة بالصداع النصفي: تريبتانز (مثل سوماتريبتان).

أدوية وقائية: مثل أدوية الضغط أو مضادات الاكتئاب لمن يعانون من نوبات متكررة.

ثانيًا: العلاج السلوكي والتكميلي:

1. تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق.

2. الحجامة: فعالة جدًا في تقليل الصداع التوتري والصداع النصفي.

3. العلاج الطبيعي وتمارين الرقبة والظهر.

4. التغذية السليمة: تجنب المحفزات مثل الشوكولاتة، الكافيين الزائد، والأطعمة المصنعة.

5. الروائح الطبيعية: كالنعناع أو اللافندر لتقليل الألم.

 الوقاية من الصداع:

شرب 2 لتر ماء يوميًا.

النوم المنتظم 6–8 ساعات.

ممارسة رياضة خفيفة بانتظام.

تقليل التعرض للإجهاد.

استخدام شاشة الهاتف أو الكمبيوتر في إضاءة مناسبة.

أخذ فترات راحة خلال اليوم.

مذكرات الصداع: سجل وقت حدوث الصداع والأطعمة والأنشطة المرتبطة به لتحديد المحفزات.

 متى يجب القلق؟

اذهب للطبيب فورًا إذا كان الصداع:

مفاجئًا وشديدًا جدًا (يشبه “الانفجار”).

مصحوبًا بتشنجات، ضعف عضلي، اضطراب في الرؤية.

بعد إصابة في الرأس.

يتكرر بشكل يومي ومتصاعد في الشدة.

يوقظك من النوم لشدته.

النهاية

الصداع مشكلة شائعة لكن لا يجب الاستهانة بها. فهم النوع، الأسباب، والعلاج المناسب هو مفتاح السيطرة عليه. والعلاج لا يعني فقط الدواء، بل أسلوب حياة صحي يشمل النوم، الغذاء، الحركة، والراحة النفسية.

 نصيحة من د. مي غريب:

“إذا كان صداعك يزورك أكثر مما يزورك أقاربك، فربما حان الوقت لإعادة ترتيب نمط حياتك لا دوائك فقط!”

شاهد أيضاً

الصحة تنفي شائعة وفاة 4 أشقاء بالالتهاب السحائي

كتبت بوسي عواد أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا حاسمًا، ردًا على ما تم تداوله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *