كتب سيد بدران
في ليلة مأساوية هزّت قلب القاهرة، شهدت منطقة وسط البلد نشوب حريق هائل داخل سنترال رمسيس، أسفر عن مصرع أربعة من العاملين وإصابة العشرات، وسط محاولات مكثفة من أجهزة الحماية المدنية للسيطرة على ألسنة اللهب التي التهمت البنية التحتية لأحد أهم مراكز الاتصالات في البلاد.
الحادث المفجع أودى بحياة أربعة من خيرة المهندسين والعاملين داخل السنترال، وهم:
المهندس محمد طلعت
المهندس أحمد رجب
المهندس أحمد الدرس
الأستاذ وائل مرزوق
وقد لقوا مصرعهم أثناء تأدية واجبهم داخل المبنى المنكوب، وسط محاولات يائسة للهروب من النيران التي اشتعلت فجأة داخل غرف الأجهزة.
وصل الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى موقع الحريق صباح اليوم لمتابعة تطورات الوضع على الأرض، حيث أجرى جولة ميدانية تفقد خلالها حجم الخسائر الفادحة التي لحقت بالبنية التحتية للقطاع، كما ناقش مع القيادات الأمنية وفرق الطوارئ آليات التعافي السريع وإعادة تأهيل السنترال المنكوب.
ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الحريق قد تجدد بسبب انفجارات وقعت داخل المبنى ناتجة عن أنابيب الفريون، ما زاد من تعقيد مهمة فرق الإطفاء، ودفع وزارة الداخلية إلى تعزيز التنسيق بين قطاعات الحماية المدنية بالقاهرة والجيزة والقليوبية، بهدف وضع خطة عاجلة للسيطرة على الحريق الذي تطور بشكل خطير.
أسفر الحريق حتى الآن عن إصابة 33 شخصًا، بينهم 10 من رجال الشرطة الذين شاركوا في عمليات الإخلاء، حيث نُقل جميع المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي الرعاية الطبية، معظمهم يعاني من حالات اختناق حادة نتيجة استنشاق الأدخنة الكثيفة.
في استجابة سريعة، دفعت محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية بعدد من سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، لتأمين عمليات الإخلاء والإنقاذ، وسط جهود حثيثة للسيطرة على الموقف الميداني في ظل استمرار تصاعد الدخان الكثيف.
الحريق تسبب في اضطراب واسع بخدمات الاتصالات في عدد من المناطق المحيطة، حيث اشتكى المواطنون من ضعف أو انقطاع كلي لخدمات الهواتف المحمولة والخطوط الأرضية، وسط مخاوف من تأثيرات طويلة الأمد على الشبكة بسبب تضرر الكابلات والأجهزة الحساسة داخل السنترال.
أفادت مصادر أمنية بأن النيابة العامة باشرت فتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث، كما بدأت الأجهزة الفنية معاينة موقع الحريق لتحديد الأسباب الفنية بدقة، ومدى وجود إهمال أو تقصير ساهم في وقوع الكارثة.
تظل فاجعة حريق سنترال رمسيس جرس إنذار بشأن أهمية تأمين المنشآت الحيوية والتأكد من جاهزية أنظمة الحماية والسلامة، خاصة في المؤسسات التي تمثل شريانًا حيويًا للحياة اليومية، مثل قطاع الاتصالات. وبينما تنشغل الدولة اليوم بترميم ما تضرر، لا تزال العيون دامعة على من فقدناهم، والقلوب مترقبة لعودة الشبكة واستقرار الخدمات.